العدد 4138
الأربعاء 12 فبراير 2020
banner
دفاتر إيران القديمة
الأربعاء 12 فبراير 2020

يقولون في الأمثال (التاجر لما يفلس يدور في دفاتره القديمة)، وهو ما ينطبق على حال إيران الآن، خصوصا بعد أن تلقت ضربة موجعة بمقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وما تبعه من رد خائب جلب مزيدا من الاستهزاء بإيران ما أفقدها توازنها وجعلها تتورط في فضيحة أكبر بالكذب على شعبها فيما يتعلق بحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 راكبًا، حيث نفت طهران في البداية إصابة الطائرة بصاروخ ثم بعد ثلاثة أيام اعترفت بإسقاطها واعتبرته خطأ بشريا، وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الحادث، زاعمًا أن الصاروخ انفجر قرب الطائرة وأنها حرفت مسارها للعودة وهو ما نفته السلطات الأوكرانية بالأدلة والخرائط.

حادث الطائرة الأوكرانية وضع الحكم في إيران مجددًا بمواجهة مع الشعب الذي اندفع للشوارع للتعبير عن رفضه هذا الكذب في حادث مفجع يمس حياة العشرات من الإيرانيين ويكشف ثغرات في المؤسسة العسكرية الإيرانية وعدم قدرتها على التمييز بين الطائرة والصاروخ.

ثم تلقت إيران ضربة أخرى، حيث كشف معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي مؤخرا تكبد ميليشيات إيران وحزب الله خسائر فادحة في عناصرها جراء المواجهات المسلحة مع الفصائل السورية المعارضة في سوريا مؤخراً، متوقعا التقرير ارتفاع هذه الخسائر بسبب تمسك الفصائل المسلحة والمتشددة بأراضيها، وشنها هجمات مضادة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه، بينهم قادة عسكريون بارزون، مستعرضا العديد من هذه الأسماء ما يثبت دقة وموضوعية التقرير.

أرادت إيران التغطية على هذه الأحداث وتحويل الأنظار عن هذا الضعف الذي تعاني منه والضربات التي تتلقاها من هنا وهناك، فقام النظام بالبحث في دفاتره القديمة في إعلان واضح عن إفلاسه وأوحى إلى تلفزيونه ببث صور قال إنها لحطام الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها طهران في يونيو الماضي، من طراز “MQ-4”، مصحوبة بتصريحات لقائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، أمير حاجي زادة، أكد فيها أن إيران قادرة على إبطال مفعول هذا الطراز من الطائرات من بعد آلاف الكيلومترات، مطالبا بشطب هذه الطائرة غالية الثمن لأنها لم تعد ذات فعالية فيما يتعلق بإيران!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية