العدد 4137
الثلاثاء 11 فبراير 2020
banner
المصلحة العليا للسودان
الثلاثاء 11 فبراير 2020

مازال السودان يعاني من تركة النظام السابق السلبية والتي تتمثل أكبر تحدياتها في رفع السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب، حيث صنفت الولايات المتحدة الأميركية الخرطوم كدولة داعمة للإرهاب منذ أكثر من عقدين إثر إيواء نظام البشير العديد من الرموز الإرهابية التي كان أهمها زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ما فرض على الخرطوم العديد من التحديات التي أعاقت بشكل مباشر عمليات التنمية والتطوير التي يقودها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، فوجود السودان إلى اليوم على قائمة الدول الداعمة للإرهاب يشل قدرة السودان على الانخراط في علاقات مباشرة مع المجتمع الدولي.

رفع اسم السودان من هذه القائمة يعتبر اليوم على رأس أولويات المجلس السيادي السوداني، ومن حق السودان أن يفعل كل ما يراه صحيحاً ويتسق مع مصلحته القومية في سبيل رفع اسم السودان عن هذه القائمة، ذلك ضمن سبل إعادة تدوير عجلة التنمية الاقتصادية والتنموية، وما لقاء رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الأوغندية إلا حق مشروع وخطوة مهمة لبلوغ ذلك المأرب. على الرغم من أن الجميع مدرك للوضع السوداني اليوم والدوافع الوطنية التي دفعت البرهان للقاء نتنياهو إلا أن الصحافة الصفراء لم تدخر جهداً في الهجوم والتشكيك في انتماء السودان لمحيطه العربي، متجاهلة أن العديد من الدول العربية على علاقة بشكل أو بآخر مع إسرائيل، وأن دوافع لقاء البرهان اليوم مع نتنياهو المرتب له من قبل الولايات المتحدة الأميركية  الأهمية الوطنية لتلك الدول. لست هنا اليوم بصدد التصفيق للقاء البرهان مع نتنياهو، لكنني بالتأكيد ضد الحملة الشعواء التي شنت ضد السودان وقياداته، فالتشكيك والطعن في انتماء ووطنية قادة السودان أمر لا يقبله أي عربي، وإذا ما فرضنا جدلاً أن كيل التهم للسودان اليوم كان من باب القومية العربية، أعتقد أن السودان دولة عربية وإخراجها من مستنقع البشير واجب على كل عربي كما هو واجب على كل عربي الدفاع عن القضية الفلسطينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .