سأل مدير الموارد البشرية الشاب المتقدم بطلب توظيف قائلاً: يبدو أنك لم تقرأ الإعلان بتمعُّن، لقد ذكرنا في الإعلان أن من شروط التقدم لهذه الوظيفة توافر سنتين من الخبرة وأنت حديث التخرج كما تقول:
بعد لحظات من الصمت رفع الشاب رأسه وطالع المدير في عينه وقال: أنا ممتنٌّ لكم كثيرًا سيدي، وأقدّر لكم هذه اللفتة الكريمة فبرغم عدم توافر الشروط المطلوبة لدي قمتم بدعوتي لهذه المقابلة. فعلاً أقدّر لكم هذا الاهتمام. أمّا...
قاطعه المدير وبصوت هادئ: العفو يا بُني، هذا شيء قليل نفعله مقابل جهودك وإصرارك وتعبك في إكمال دراستك الجامعية ودعم عائلتك لك ولكن وكما أخبرتك بأنه تنقصك الخبرة العملية.
رد الشاب وبأدبٍ جمّ وبصوت واضح ينم عن الثقة بالنفس: اسمحوا لي سيدي أن أقول شيئًا عن موضوع الخبرة، لقد جعلتني أحس براحة نفسية وأنا أتحدث معك، بل إنك رسّخت الثقة بقدراتي.
تفضّل يا بني أنا أستمع إليك ولكن أطلب منك مراعاة الوقت، فالوقت كما تعلم ثمين، وعقارب الساعة لا يمكننا إيقافها أو التحكم في دورانها.. ورد الشاب قائلاً: نعم أعي ذلك تمامًا سيدي، لذا يقول أحد علماء الإدارة:.. لطالما أن من المستحيل تغيير الوقت، يتحتّم علينا تغيير نظرتنا له.. وتابع الشاب وبذات الثقة:
بالنسبة للخبرة اسمحوا لي أن أتحدّث عن نجاحكم المهني ووصولكم إلى منصبكم الحالي، بالتأكيد سيدي لم تكن الرحلة سهلة فقد بذلتم الكثير من الجهد والعمل الدؤوب خلال حياتكم العملية، فأنتم وكما الآخرون، بدأتم من الصفر، أقصد التحقتم بالعمل في وظيفتكم الأولى، أي بعد تخرجكم مباشرة كما هو الحال الآن بالنسبة لي من دون أي خبرة، ولكن بجهدكم واجتهادكم وإرادتكم تمكنتم ليس فقط من اكتساب الخبرة بل عملتم على تحديث هذه الخبرة باستمرار فوصلتم إلى المناصب العليا.
أنا أطمح سيدي في الاستفادة من تجربتكم وخبرتكم لكي أتعامل بمهنية مع هذه المرحلة المهمة، أي ما بين الدراسة النظرية وبين التطبيق في حال حصولي على وظيفة إن شاء الله.
ما رأيك سيدي القارئ في موضوع الخبرة (كعائق) لتوظيف حديثي التخرج؟.