العدد 4132
الخميس 06 فبراير 2020
banner
تكريم ولا أروع
الخميس 06 فبراير 2020

تابعت كما تابع غيري الفيديو الذي انتشر خلال وسائل التواصل بخصوص الأخصائية الاجتماعية الإماراتية وهي ترحب بطلابها بابتسامة وسعادة وروح إيجابية.

وقام سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي حفظه الله ورعاه بنشر حملة “نبحث عنها لمن يعرفها” من خلال حساب سموه في تويتر، مشعلًا بذلك الموقع بحثًا عنها، وبعد البحث والتحري، وجد سموه هذه الأخصائية وتدعى شيخة النعيمي، حيث قام سموه بتكريم والدتها أولا ومن ثم تكريمها بوسام رئيس مجلس الوزراء بحضور جميع وزراء الدولة.

وأشار سموه أثناء حفل التكريم إلى أن التواضع والإيجابية من أهم صفات الناجحين، منوهًا بأن ما قامت به الأخصائية الاجتماعية تجسيد حقيقي لقيم الهوية الوطنية والفخر بما تقدمه الدولة من مكتسبات وطنية وبث الطاقة الإيجابية داخل وخارج العمل.

ومن وجهة نظري المتواضعة اعتبرت هذا التكريم بمثابة (ضربة معلم) كما يقال، إذ إن سمو الشيخ محمد بن راشد أشار أثناء تكريمه للأخصائية الاجتماعية إلى أنها تعتبر واحدة من النماذج الإيجابية وفي دولة الإمارات الكثير، وهذه رسالة واضحة بأن الدولة تزخر بالكثير من الكفاءات والطاقات الخلاقة من أبنائها المخلصين.

وشخصيا أعتبرها رسالة قوية ومهمة وشهادة تقدير لما يقوم به القائمون على التربية والتعليم والتركيز على النشء، الجانب الذي نفتقده مع الأسف الشديد. يقول الشاعر الكبير أحمد شوقي “قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا”، ونحن بأمس الحاجة إلى إجراء نقلة نوعية لنظام التعليم في هذا الوطن الغالي، هذا إذا كنا نريد أن نتكلم بكل موضوعية، ونحتاج إلى قرارات لإصلاح واقع التعليم ومخرجاته بصورة جذرية.

وعلى سبيل المثال، يجب إعطاء موضوع البعثات والمنح الدراسية جل اهتمام الوزارة، حيث أثبت أبناؤنا الطلبة تفوقهم في المرحلة الثانوية وحصولهم على معدلات عالية، لكن وبسبب شح الميزانية لم يستفيدوا من تلك البعثات، وهنا يجب أن نتوقف قليلًا، إذ إن هذا العذر أكل عليه الدهر وكنا نسمع به منذ سنوات طويلة جدًا، ولا أدري أين الخلل، فهذا الموضوع يجب أن يعطى أولوية مطلقة، فأبناؤنا يستحقون أن يلتحقوا بأفضل الجامعات العريقة، إذ إن الطالب البحريني بعد تخرجه يعود لخدمة وطنه ليلتحق بوظيفة لائقة ويكون جزءا وطرفًا فعالًا من عملية التنمية الشاملة، كما أن ذلك يشكل استثمارًا للعنصر البشري البحريني المتفوق، فمن خلال تسليحه بالعلم فقط نستطيع أن نبني وطنًا شامخًا أبيا.

الجدير بالذكر أن جمهورية فنلندا ولضمان توفير فرص الدراسة للجميع، يوجد لديهم نظام متكامل للمنح والقروض الدراسية، إذ يمكن منح مساعدة مالية للدراسة بدوام كامل في إحدى المدارس الثانوية، أو المؤسسات المهنية أو مؤسسات التعليم العالي.  هناك الكثير من التجارب الناجحة والمتقدمة لدول يشهد لها بالبنان في مجال التعليم، وفي تصوري نحن بأمس الحاجة إلى الاطلاع عليها وتطبيق ما هو ممكن وملائم لنا. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية