العدد 4128
الأحد 02 فبراير 2020
banner
نماء وطن
الأحد 02 فبراير 2020

كأنه يتقدم الصفوف فيوجهنا بأن النماء المستدام هو حصن الأوطان، هو الذود عن الاقتصاد وتحدياته، وصناعة المستقبل ومفرداته، كأن سموه يحاكي خبراء العالم فيحصل على التأييدات وأرقى التزكيات ويأتي لبلاده بالشهادات والأوسمة العالمية وأدق وأعلى التقديرات.

بالأمس فقط ولحسن الطالع حالفني التوفيق بحضور محاضرة لبروفيسور عالمي هو الدكتور جيفيري ساكس مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، الدعوة الكريمة تلقيتها، والندوة كانت بعنوان تحقيق التنمية المستدامة في الشرق الأوسط: التحديات والفرص.

ما أشبه الليلة بالبارحة، بالأمس كان خليفة بن سلمان، واليوم جاء خبيراً عالمياً يحكي لنا عن نفس الملحمة، عن ذات الطقس المهيمن على اقتصاديات الأمم ومعاول التنمية فيها، التنمية المستدامة حجر زاوية والنماء المتصل ركنا أصيلاً من أركان الود الرقمي القائم على التكنولوجيا الفائقة، هو استشعار عن بعد ذلك الذي يمدنا به رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه وأعاده إلى شعبه وبلاده سالماً غانماً، سليماً معافى، هو بالتأكيد ذلك الاتصال الاستباقي الذي نقرأه في مطارحات سادت بالأمس وفي محاضرة آن لها أن تتجلى وتتحلى بالفكر المعصرن من بروفيسور بحجم جيفيرى ساكس.

المحاضرة كانت قراءة في كتاب الفرص المحيطة، وتفسير للتحديات المسيطرة على مشهد التنمية في دول العالم عموماً، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

نحن نمتلك الموارد، ونحتفي بالإمكانات، نستحوذ على الفرص، ولا نبالي بالصعوبات، من هنا كان التوجيه السامي من خليفة بن سلمان: كونوا على مستوى التحدي، ابنوا بلادكم بإرادة من حديد، تمسكوا بوحدتكم، أقيموا الوشائج وحافظوا عليها، آمنوا بوطنكم وقادتكم وكونوا لأنفسكم أوفياء، هكذا تبلغ المطارحات ذروتها عندما يتحدث أستاذ جامعي دولي عن الهدف ذاته، بالرؤية ذاتها، عن التحدي الهائل أمامنا، وعن ذلك الذي يُجير مصائرنا ويُجلي بصائرنا ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة المجهول.

محاضرة الأمس تتشابه في جانب كبير منها وتتفق ورؤية خليفة بن سلمان عن النماء المستدام المرتبط بتنويع الاقتصاد، سياسة الأب الرئيس بدأها عند منتصف سبعينيات القرن الماضي، ورؤية المجتمع الدولي تجلت مع مطلع القرن الحادي والعشرين، خليفة بن سلمان يبدأ التنويع بالاستغناء التدرجي عن موارد ناضبة، والعالم بأسرة يبدأه بالديمومة في النماء، الرئيس القائد يشق مجرىً في صحراء وينبري في تأسيس أكبر مركز مصرفي ومالي عالمي في الشرق الأوسط، والأسرة الدولية تأتي من بعده وتتحدث عن اقتصاد الخدمات الداعم لنماء لا يلوث البيئة ويحافظ عليها.

سمو رئيس الوزراء يقدم للعالم أنموذجاً للاستبدال المعرفي، والتواصل الاقتصادي والمجتمعي والعلمي، والعالم يلتقط طرف الخيط ماداً يده إليه ليصنع رؤية مفادها النماء المستدام باستخدام اقتصاد المعرفة، والاستعانة بالتكنولوجيا الحيوية، والتشبث بالخدمات كحجر زاوية في كل منحى وكل مجال.

التقاء الرؤى في عالم شديد التلاحم والاتساق مع كون غامض بجميع المقاييس، يجعلنا أكثر احتياجاً للفكر المتجدد، وأكثر براعة في التأليف والمحاكاة مع علوم تقدمت وأبحاث علمية تفاعلت، وقدرات عالمية جاءت إلينا قبل أن نذهب لها عابرين معها نهر المعرفة وفي أحد أيادينا علوم مستحدثة واستعانة بنماء، واستفادة من إنسان، وفي اليد الأخرى بصيرة قائد ورؤية حكيم اسمه: خليفة بن سلمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية