العدد 4125
الخميس 30 يناير 2020
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
الخير قادم
الخميس 30 يناير 2020

رغم وجع الاقتصاد وقسوة الضغوط المالية التي تتسلل من أزمة عالمية تنفخ في نار جيوب العالم، ورغم شبح البطالة الذي يطل ككابوس مع عفريت تعريفة الكهرباء، الذي سبب ذبحة صدرية لمناطق التجارة في البحرين من مبان الجفير الخاوية وشارع المعارض والسلسلة الممتدة لأغلب شوارع البحرين التجارية، إلا ان ثمة بصيص أمل يراهن عليه المواطن البحريني من تغير الوضع، خصوصًا مع انتشار فيديوهات المواطنين عبر “السوشل ميديا” يشتكون قسوة الواقع، وليس آخرها فيديو أحد آبائنا الصيادين، الذي وهب عمره للبحر، وهو الآن يبل حواره بدموع الحزن أسى على ما وصل واقعه المادي من دراما حزينة كسرت قلوب كل البحرينيين. من منطلق اقتصادي بحت، سياسة سد العجز في الموازنة العامة لا يمكن أن تحل عبر سوط الضرائب، فسياسة ميكنزي أثبتت فشلها في أكثر من دولة، وتوحش الصندوق الدولي في شد الحزام على المواطنين قد يجذب مالا للخزانة، لكنه يقود الاقتصاد والعباد إلى كارثة حقيقية كما حدث في مصر أو أي دولة رأت في روشتة الاقتصادية عقاقير قد تساعد في وفرة الخزنة لكنها تتناسى اهم وافر مالي وهو (ترشيد) الفساد على الأقل ووضع حجر الرقابة على بطون الحيتان الذين يعرفون كيف يشذبون (شاورمة) المناقصات عبر منافع متبادلة.

رغم كل هذه الأوجاع، يبقى هناك آمال في التغيير، ولو اجتماعيًا للأفراد المطحونين في (مولينكس) الاقتصاد وتكدس الفواتير على أبواب منازلهم أو مرمرتهم من البنوك؛ لذا إن الإمعان في توفير الوحدات السكنية للمواطنين والذي تشكر عليها الدولة، يخفف من أوجاع اخرى، وان اخراج المرضى من موقع انساني من السجن موقف لاشك يستحق الثناء والتقدير والتشجيع، وأنه أوجد متنفسا آخر باصطياد أكسجين يؤنسن الواقع البحريني تشكر عليه الدولة، فلابد أن نشجع مثل هذه الخطوات، التي هي بلا شك إضافة الى إنسانيتها، تنتزع ورقة طالما تم استخدامها سياسيا للإثارة، وخلق واقع مؤلم لصورة البحرين التي يجب ان نحافظ عليها. بلا شك، كلما ابتعد الناس عن التجاذبات الإقليمية، وكانوا حذرين من الشعارات المسربة من الخارج، وركزوا على الامن التعليمي والاقتصادي والسياسي، اقتربوا الى تعزيز الثقة، وكان المستقبل اكثر اشراقا.

الخير قادم مادامت هناك وسطية ومشاركة إيجابية في مؤسسات الدولة والذي منها البرلمان، ومادام هناك حذر شديد من عدم نسخ أي شعار أو أزمة إقليمية.

اليوم نحن بحاجة الى تعزيز حقوق الدولة وحقوق المواطن عبر المؤسسات، والدفع نحو إصلاح اقتصادي يقود الى ثقافة الحياة.

ذكرى الميثاق الوطني على الأبواب، دعونا ننتهزها فرصة للتعبير الإيجابي والاحتفال الوطني، لنعزز مزيدا من الوحدة الوطنية، وإغلاق اوجاع الماضي والاستفادة من التاريخ. إننا كلنا للبحرين قيادة وشعبا وإن البحرين أولًا وأخيرًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .