العدد 4125
الخميس 30 يناير 2020
banner
رعب كورونا
الخميس 30 يناير 2020

من جديد يتعرض العالم لموجة من الرعب جراء انتشار فيروس قاتل جديد هو فيروس كورونا الذي بدأ في الصين ثم واصل انتشاره في بقية العالم، وقامت الصين وأستراليا وأميركا واليابان وبريطانيا وكندا وماليزيا بتكثيف الإجراءات للسيطرة على هذا المرض الخطير.

وأكدت محطة “سي سي تي في” الرسمية الصينية وقوع حالات وفاة في عدة مناطق في الصين خصوصا منطقة ووهان التي أعلن أنها معرضة لتفشي المرض ليصل إلى ألف حالة، كما أعلنت أستراليا وفرنسا عن إصابات، وأخطر ما في هذا المرض كما ذكر وزير الصحة في الصين هو أن قدرة الفيروس على الانتقال تزداد وأن معرفة السلطات بالفيروس الجديد محدودة وأنه من الممكن حدوث تحولات غير معلومة لهذا الفيروس القاتل.

وكالعادة وسائل الإعلام تبحث عن الإثارة والوصول لقطاعات واسعة من الجماهير، وبالتالي تقوم ببث الرعب في كل أركان الدنيا فتجعل كل شيء مرعبا، فيخاف الناس من السفر ويخاف الناس من أي نشاط اجتماعي بل يخاف الناس من مصافحة بعضهم البعض، وتصبح العطسة سببا للرعب وكأنه انفجار إرهابي.

من الطبيعي أن تستعد الوزارات والهيئات المسؤولة عن الصحة في كل أنحاء العالم وأن توفر الأدوية المناسبة قدر الإمكان وأن يتم تفعيل إجراءات الحجر الصحي وعزل الحالات المصابة، ومن الطبيعي أيضا أن تقوم وسائل الإعلام بتوعية الجماهير وخصوصا طلاب المدارس بما يمكن القيام به لاتقاء المرض ومضاعفاته، لكن بقدر من الحكمة والتوازن بعيدا عن الإثارة والرعب الذي تبثه تلك الوسائل والتي تسعى من ورائه إلى تحقيق مصالح معينة، فهذا الرعب يجعل كل إنسان يشعر بأن كل نوبة صداع أو كل كحة أو عطسة هي كورونا لا محالة، وبالتالي تتأثر كل شؤون حياته وعلاقته بمن حوله وقيامه بمهام عمله.

لابد من التوازن والبعد عن التهويل الذي يضر أكثر مما ينفع في التعامل مع الأمراض الوبائية حتى لا يعيش الناس في خوف دائم وتتأثر كل شؤون حياتهم ويقضون وقتهم في انتظار المرض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية