العدد 4123
الثلاثاء 28 يناير 2020
banner
عقول عربية للإيجار!
الثلاثاء 28 يناير 2020

للإيجار الفوري وبنظام العقول المفروشة، لدينا عقول عربية مميزة لأعمار ومقاسات مختلفة تناسب جميع الآديولوجيات والأفكار، عقول جديدة وعقول مستعملة بحالة ممتازة قابلة للغسيل الكامل مع ضمان لمدة عشر سنوات قابلة للتمديد ضد أية تحولات فكرية عقلانية أو منطقية لا سمح الله!

سارعوا لحجز الكمية التي ترغبون بها في أسرع وقت نظراً لارتفاع الطلب العالمي على استئجار العقول العربية، فبالرغم من وفرة المخزون لدينا، فإننا ننصح بسرعة حجز الكميات المرغوبة تفادياً لإمكانية نفاد البضاعة، وذلك نتيجة انتشار بعض التيارات الفكرية الجديدة واستحواذها على أعداد كبيرة من العقول العربية.

عقولنا مفروشة وجاهزة بالكامل وهي بذلك قابلة للاستخدام الفوري بواسطة مستأجريها وبدون أية شروط أو قيود، عقولنا العربية هي الأفضل وحائزة على أعلى التقييمات عالمياً (5 نجوم) من قِبل جميع المناهج والتيارات الفكرية سواءً العالمية أو الإقليمية أو المحلية، والأفضل من ذلك كله الإقامة فيها مجانية تماماً.

التطرف الديني: عقول ممتازة نستمتع دوماً بالإقامة فيها منذ مئات السنين وحتى يومنا هذا، نوصي بها بشدة. لا تقلقوا في حال قمتم بتدميرها في كل مرة تسكنون بها فهي لا تمانع ذلك ولن تترتب أية معوقات تحول دون إمكانية استئجارها مرات أخرى، فهذه العقول لا تستطيع أو ربما لا ترغب في الاستفادة من تجاربها السابقة وتاريخها مع المستأجرين!

الفكر الشيوعي: من بين كل العقول التي سكناها وعشنا بها حول العالم، العقول العربية كانت ولا تزال الأفضل بلا استثناء، فهي على أتم الاستعداد للتضحية بأصحابها وجميع مقدراتها في سبيل إرضاء مستأجريها، نقولها من واقع تجارب عديدة لم تخيب أي من العقول العربية التي استأجرناها ظننا أبداً منذ نشأتنا، وبالرغم من وفاة فكرنا دماغياً وأفول نجمه لا تزال بعض هذه العقول العربية وفية لنا ولا تقبل تأجيرها لأيٍ كان سوانا!

العصملي (مستخدم جديد): كمستأجر جديد لم يدر بخلدنا أن تكون إقامتنا في العقول العربية بهذه السلاسة والراحة، فبالرغم من كل أشكال الاستغلال والبطش التي عاث بها أجدادي في أوطان العرب وتدميرهم إياها على مدى قرون حتى أضحت أكثر دول العالم فقراً وتخلفاً بعد أن كانت تقود الحضارة على مستوى العالم، لم أجد أية مشكلة في استئجار عدد لا حصر له من العقول العربية تحت مسمى إعادة الخلافة الإسلامية!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .