العدد 4123
الثلاثاء 28 يناير 2020
banner
مسرح أوال... يمتد في أعماق الزمن ويحتل الصدارة
الثلاثاء 28 يناير 2020

استطاع مسرح أوال العريق منذ تأسيسه عام 1970 أن يؤدي دوره تثقيفا وتوعية ومعالجة لقضاينا المجتمعية بمقدار ما نحتاج وبمقدار ما يشعر الجمهور بالحاجة إلى مثل هذه المؤسسة الثقافية التي تستطيع أن تلعب دورا خاصا في كل الأوقات، ولمسرح أوال الذي يحتفل هذه الأيام باليوبيل الذهبي هوية خاصة، ففي رأيي إنه يمثل ويعبر عن قضايا الوطن ويصور الأحاسيس والمشاعر، ولا يكون مجرد أداة نقل، وسار المؤسسون ومن جاء بعدهم على حقيقة أن الدور التربوي والتعليمي للمسرح كبير جدا، لأنه قبل كل شيء وسيلة للتربية ويرتكز الدور الصادق على طرح المشاكل الحقيقية للوطن، وبالرغم من مختلف المصاعب والعراقيل التي واجهت انطلاقة مسرح أوال إلا أنه استمر وتطور وعمل بجدية ومسؤولية، وبرز في تقديم الأشكال المسرحية الشعبية المبسطة، كالمسرحيات التي كان يكتبها الفنان الراحل محمد عواد وغيره من الرواد والعمالقة.

المبدع عليه أن يعبر عن مشاعر الجماهير، عليه أن يخاطبهم ويوضح لهم الحقائق وأنه يسير بهم قدما إلى الأمام، تلك كانت “ثيمة” مسرح أوال الذي لم يكن كالمسارح التقليدية، لكنه تميز بخصائص معينة تبدو واضحة من الاسم، فالمسرح عندهم كعمل دائب ومتواصل، وبالعمل الجاد والتنظيم استطاع هذا المسرح أن يلمس وجدان الجمهور العريض ويثير أفكاره، وأن يلعب دورا مهما وأساسيا في خلق الوعي لدى الجمهور، حتى المسرحيات القديمة التي عرضها في السبعينات والثمانينات مازالت حتى الآن تحظى بمزيد من اهتمامات الناقد والمتفرج على حد سواء، وأيضا لتلك الأبعاد العميقة التي تغوصها مسرحيات أوال داخل سراديب النفس الإنسانية بأسلوب غاية في البساطة والروعة في آن.

مسرح أوال البحريني يمتد في أعماق الزمن واحتل مكانا من حب شعب البحرين وأهل الخليج بفضل أعمال رواده والجيل الذي جاء بعدهم ولا مجال لذكر الأسماء، مسرح احتل مكان الصدارة في لوحة الفن البحريني طوال هذه السنوات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .