العدد 4122
الإثنين 27 يناير 2020
banner
المُباح وغير المُباح في ندوة سيّار
الإثنين 27 يناير 2020

نظّم مركز كانو الثقافي ندوة تحت عنوان “علي سيار.. الذاكرة والموقف”، استضاف فيها الزملاء د. حسن مدن وعلي صالح وعقيل سوار، الذين عملوا في مجلة “صدى الأسبوع” تحت إدارة الراحل الفقيد الأستاذ علي سيار، وجاءت أوراقهم حافلة بما كشفوه من أسرار في بلاط “صاحبة الجلالة” حتى قيل في بعضها المُباح وغير المُباح، ومنها معلومات مُثيرة بحاجة في تقديرنا لمزيد من التوثيق والتدقيق، مادام الشاهد الأهم عنها غائبا ورحل عن دنيانا، ومادامت وقائع أخرى تتصل ببعض رجالات دولة الاستقلال الذين قد يعزفون عن الإدلاء بتعليقهم عليها.

ومع أن كاتب هذه السطور لم يسبق له العمل في “صدى الأسبوع” تحت رئاسة الفقيد سيار، إلا أن بوسعه ككاتب فيها باسم مستعار، وكقارئ ومتابع لما كان يكتبه الراحل فيها، وكزميل له في “أخبار الخليج” لاحقاً، إبداء الملاحظتين التاليتين فيما أثير حول بعض القضايا في الندوة: الأولى: ينبغي التأكيد على أن الراحل سيّار حينما انتقد في مقال له أحد المواسم الدينية تحت عنوان “إلى متى هذا الحزن المدمر؟” لم ينطلق البتة من دوافع طائفية، بل من منطلقات دينية مستنيرة وفق رؤى ثقافته الذاتية العلمانية الليبرالية القومية، ولو افترضنا جدلاً أن هذا العُرف الديني يتصل بالمكون الذي ينتمي إليه لما تردد عن كتابته، على أن التُهمة التي اُلحقت به جزافاً تركت بلا شك جرحاً غائراً في نفسه، ولربما انعكست بشكل ما على كتاباته في بعض الصحافة اليومية. ثمة إشارة هنا جديرة بالذكر، ففي الوقت الذي قررت فيه الجهة الرسمية المعنية إيقاف الجريدة (بحجم التابلويد حينئذ) لعددين قادمين أو ثلاثة، وفي الوقت الذي كانت فيه (حينذاك) صحافتنا تحظر على كتّابها أية إشارة إلى مكون من المكونين الكريمين درءاً لحساسيات غير مأمونة العواقب، فإنه لا أحد يفهم لماذا تحللت أغلب صحافتنا تدريجياً بعدئذ من هذا الالتزام منذ التسعينيات حتى بلغ أوجه في عقدنا الراهن!

الثانية: ليس أقسى على نفس الأستاذ الراحل الذي كان يحلم بامتلاك وإدارة صحيفة يومية من أن يبيع مجلته إلى إحدى الصحف المحلية شريطة أن يرأس تحريرها، كما قيل، ثم اضطراره لاحقاً إلى أن يكتب بانتظام مقالا صحافيا في إحدى الصحف اليومية ويخضع لمقاييس هامشها الصحافي وهو الأستاذ الكبير، بما في ذلك حجب هذا المقال أو ذاك من مقالاته، وهذا الأمر يمثل دلالة عظيمة على مدى عشقه الجنوني المتيم للكتابة الصحافية. رحم الله فقيدنا الراحل الكبير الزميل والأستاذ علي سيّار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .