العدد 4119
الجمعة 24 يناير 2020
banner
ما هو نظام الإبداع الوطني؟!
الجمعة 24 يناير 2020

في شهر أكتوبر الماضي قال المستشار الإعلامي لهيئة الثقافة الدكتور إيلي فلوطي في اللقاء الدوري الثاني الذي نظمه مركز الاتصال الوطني، إن هناك نظاما للإبداع الوطني يرمي إلى تفريغ الفنانين المبدعين، وكتبت بعدها في هذه الزاوية مباشرة، كم مبدعا بحرينيا تم تفريغه لغاية الآن، وما الشروط المتبعة وهل هناك لائحة ثابتة أو تشريع أو تفاصيل من حق الرأي العام معرفتها، ولغاية اللحظة لم نحصل على الرد، وودت اليوم أن أعيد موضوع تفريغ الفنان وأهميته، خصوصا أن المبدع البحريني يعيش الغربة والصمت، ويعطي غيره بسكات، يلطم على أرصفة العطش ولا من مجيب، يصلي في معابد منخورة وأغلب أيامه قبيحة!

التفرغ جذب عددا كبيرا من الفنانين في مختلف الدول التي كانت تعوقهم مشاكل الحياة اليومية عن الاستغراق الكامل في الإنتاج، وأثبت معظمهم امتيازا وتفوقا، التفرغ سمة من سمات رعاية الدولة للفنان، تجربة أمة “صاحية”، ودولة تعرف ما للفنانين عليها من حق، فالديمقراطية اليوم حامية الفنون أكثر من أي أحد لأنها تحفظ لرجل الفن ماء وجهه وترعى كرامته الإنسانية وحريته المبدعة.

يقول أحد المفكرين إن حياتنا لم تطعم بعد بالفن في بيوتنا ودورنا إلى درجة تحقق للفنان رزقا كما تحقق للآخرين، وآخر يقول.. إن التفرغ تجربة جديدة، الهدف منها تحرير الفكر والفن من السيطرة والاستغلال ومطالب الحياة المادية، ومثلما تسعى الدولة جاهدة إلى تحرير الفرد اقتصاديا وسياسيا فهي بفكرة التفرغ تسعى إلى تحريره فكريا.

الغرض من إنشاء نظام التفرغ هو تمكين الممتازين من الفنانين والأدباء ورجال الثقافة من التفرغ للإنتاج بعيدا عن العوائق المادية والاجتماعية التي تعترضهم وتحد من إنتاجهم الفني ولمساعدة الموهوبين من الناشئين من الفنانين والأدباء ورجال الثقافة على استكمال تكوينهم الفني أو الأدبي والثقافي، بيد أنني أتساءل مرة أخرى... ما هو نظام الإبداع الوطني وهل لدينا قانون صريح لنظام التفرغ؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية