+A
A-

إيران: طائرة أوكرانيا أسقطت عملاً بـ"حرية إطلاق النار"

أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النور، أن الطائرة الأوكرانية أسقطت عملاً بـ"حرية إطلاق النار" وهو مصطلح أصدره المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، للأجهزة الحكومية وعناصر الحرس الثوري عندما يرون الظروف تتطلب ذلك يقومون بإطلاق النار دون انتظار الأوامر من قياداتهم.

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن في 11 يناير، أي بعد 3 أيام من الحادثة، مسؤوليته عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي راح ضحيتها 176 شخصاً، فجر الثالث من يناير.

ووفقاً لوكالة "مهر" الإيرانية فقد أكد ذو النور في تصريحات عقب اجتماع للنواب مع مندوبين عن رئاسة الأركان الإيرانية والقوة الجوية بالحرس الثوري ومسؤولي منظمة الطيران الإيرانية، أمس الأحد، أن "فرضية الاختراق السيبراني غير واردة بل هناك خطأ بشري وتصرف فردي غير مسؤول من قبل العنصر المشرف على المنظومة الصاروخية".

وأضاف ذو النور أن "خطأ بشرياً هو الذي أسقط الطائرة الأوكرانية، حيث لم يُقطع اتصال مشرف المنظومة الصاروخية مع مركز التحكم".

ووفقاً لذو النور فقد حضر الاجتماع المذكور كل من رئيس اللجنة الخاصة للتحقيق في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وممثل القوة الجوية للحرس الثوري ونائب القائد الأعلى للجيش ورئيس منظمة الطيران المدني ومدير مطار خميني الدولي بطهران، حيث تم استبعاد فرضيات الحرب الإلكترونية والاختراق السيبراني وما شابه.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني إن المشرف على المنظومة الصاروخية لم يكن يجب عليه أن يعمل بـ"حرية إطلاق نار"، حيث إننا كنا في حالة مواجهة محدود وهذا يعني أن نظام الدفاع الصاروخي لم يتلق أمراً بالإطلاق، وحتى لو افترضنا أن الاتصال بين نظام الدفاع ومركز التحكم قد قطعت، فلم يكن على المشرف على المنظومة أن يقوم بالإطلاق".

يذكر أن مدير مكتب الحوادث بمنظمة الطيران الإيرانية، حسن رضائي فر، كان قد أعلن الأحد عن تراجع إيران عن قرار إرسال الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة، لتحليل بياناتها في أوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية "إرنا" عن رضائي فر قوله إن " الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية لدى منظمة الطيران المدني حالياً ولا توجد نية لإرسالهما إلى الخارج".

جاء ذلك بعد يوم من تصريحات مغايرة تماماً لرضائي فر، حيث قال السبت إنه إذا تعذر فتح شيفرات الصندوقين في إيران سيتم إرسالهما إلى أوكرانيا أو فرنسا، وذلك بسبب أن الطائرة البوينغ كانت من النوع الحديث ولا تمتلك إيران التكنولوجيا المخصصة لتحميل معلومات الصندوقين الأسودين.

وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، قد طلب من إيران إرسال الصندوقين إلى فرنسا التي أعلنت عن استعدادها للتعاون في تحليلهما.

وكان وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، قال للبرلمان يوم الجمعة الماضي ردا على سؤال عما إذا كان إطلاق الصاروخ الإيراني الذي أصاب الطائرة متعمداً، قال وزير الخارجية الأوكراني: "لا نرفض أي تصور"، مضيفاً: "نريد أن نعلم من أعطى الأوامر بإطلاق الصاروخ على الطائرة في إيران".

يذكر أن الطائرة المنكوبة تعرضت لقصف بصاروخ في 8 يناير/كانون الثاني بعد إقلاعها من طهران في الطريق إلى كييف، فسقطت وقضى كل من كان على متنها وعددهم 176 شخصاً. واعترفت إيران بإسقاط الطائرة "عن طريق الخطأ"، بعد ساعات من قصفها قواعد عراقية تأوي جنوداً أميركيين في العراق، رداً على مقتل قائد فليق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية ببغداد.