+A
A-

"المجتمعات الافتراضية .. واقع بديل أم عالم مواز" في كانو الثقافي

ضمن التجارب الأولية لإستخدامات المبنى الجديد نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الموافق 7 يناير محاضرة بعنوان "المجتمعات الافتراضية .. واقع بديل أم عالم مواز" للدكتورة معصومة المطاوعة وأدار الحوار الدكتور راشد نجم.

واستهلت الدكتورة المطاوعة المحاضرة بتعريف المجتمع الافتراضي بكونه ناتج طبيعي لتطور التكنولوجيا في العالم الحديث وهو يمثل نوع من التواصل والتفاعل في تجمعات افتراضية لا تفترض وجود الجسد تتم بالمحاكاة للتواصل مع أشخاص لا تربطهم أي صلات دينية أو عائلية أو جغرافية.  بالأضافة لذلك ذكرت الدكتورة المطاوعة عدد من الآراء والأسباب التي طرحها العديد  فيما يخص المجتمع الافتراضي وكان أحدها بأنه جزء فرعي بسيط من المجتمع الواقعي لا يمكن التخلي عنه ، وكان من أسباب لجوء العديد من الأفراد للمجتمع الأفتراضي تشجيع الأشخاص الذين يعانون من تراجع في القدرة على الاندماج بالمجتمع الواقعي، وتوفير المجتمع الافتراضي للفرد سهولة الدخول للعوالم الغامضة والمغامرات بدون قيود أو قوانين وغيرها من الأسباب الكثيرة.  بالأضافة لذلك كان للمجتمع الافتراضي غايات ايجابية حققتها بشكل كبير وبسهولة من غايات تجارية ،سياسية ،دينية ،تعليمية وترفيهية وغيرها من الغايات التي كان للمجتمعات الافتراضية الأثر الأكبر في انتشارها وتوسعها بشكل سلس وايجابي.

كما عددت الدكتورة المطاوعة عدد من المشكلات التي تسببها المجتمعات الافتراضية التي من الواجب على الفرد الإنتباه إليها وأهمها التأثيرات الصحية السلبية على الصحة من مشاكل العين والأعصاب والرقبة والعمود الفقري وكونها أحد مسببات السمنة في المجتمعات الحديثة.  وبالاضافة لتأثيراتها على الصحة النفسية والعقلية بشكل سلبي فالكم الهائل من الفيديوات والصور التي يستقبلها الفرد يوميا تأثر بشكل كبير على الجهاز العصبي للفرد بالذات عند الأطفال فقد أثبتت الكثير من الأبحاث تأخر القدرة اللغوية عند الأطفال بسبب الأجهزة الألكترونية.  وأضافة الدكتورة المطاوعة أن المجتمعات الافتراضية عززت الشهرة للعديد من القدوات الغير مناسبة وساعدت بشكل كبير على إضاعة الوقت فيما لا ينفع الفرد والمجتمع ونشرت ثقافة الإشاعات وسهلت الخداع وسرقة الهوية.  وفيما يخص علامات الإدمان على المجتمع الافتراضي عددت الدكتورة المطاوعة عدد من العلامات والعوارض التي توضح إذا كان الفرد مدمنا ومنها عدد الساعات التي يقضيها الفرد بالإنخراط في هذا المجتمع، ومدى المعاناة من عوارض الإنسحاب من توتر وقلق وعصبية عند محاولة تقليل هذه الساعات أو انقطاع الشبكة، عدم القدرة على مقاومة عرض المنشورات المستمر في وسائل التواصل الاجتماعي، التأثر والاحباط بآراء الأفراد المشاركين في المجتمع الافتراضي الذي يشارك فيه الفرد، وإهمال الحياة الاجتماعية والعصبية المستمرة عند المشاركة في المجتمعات الافتراضية.

وفي الختام شددت الدكتورة المطاوعة على أهمية الوقاية من الإدمان المصاحب للمشاركة في المجتمعات الافتراضية بعدد من الطرق التالية: التوقف عن الإرسال العشوائي للرسائل في شبكات التواصل، الامتناع عن متابعة المشاهير الذين لا يضيفون أي قيمة للفرد، متابعة الأبناء بشكل جاد ومستمر وذلك لسهولة وقوع الشباب والمراهقين في إدمان المواقع الغير مناسبة، وتحديد أوقات متابعة وسائل التواصل في اليوم حتى لا يتفاقم الأمر ويخرج عن السيطرة بدون وعي أو إحساس من الفرد.  وقد وضحت الدكتورة المطاوعة أن الفرد عند مشاركته الآخرين في أرض الواقع بما يقرأ ويشارك به في المجتمع الافتراضي يساعد نفسه بالخروج من حدود المجتمع الافتراضي.