العدد 4108
الإثنين 13 يناير 2020
banner
واشنطن وطهران وسيادة العراق
الإثنين 13 يناير 2020

لا عداء حقيقي بين واشنطن وطهران، بل هناك صراع المصالح، فلا تهم واشنطن وطهران مصلحة الأمة العربية وشعبها، فهما يتصارعان على الموارد الاقتصادية والمواقع الجغرافية في الوطن العربي، أما الدفاع عن أمن الأقطار العربية فذريعة واشنطن وطهران لكسب المزيد من المال.

إن ما يحدث بين واشنطن وطهران باتفاق مُسبق بينهما، حيث تعاونا على احتلال أفغانستان والعراق وتدشين طالبان والدواعش والميليشيات الأخرى التي انتشرت كالهشيم في الوطن العربي، لذا لا يمكن لأي منهما التفريط في هذه العلاقة التي خدمت وتخدم مصالحهما الاستراتيجية بالرغم من تصاعد التوتر الإعلامي بينهما، فطهران بسياستها وتصرفاتها تعمل على أن تكون لها مكانة وقرار في المنطقة العربية والإفريقية والشرق الأوسط. إن الصراع الأميركي ــ الإيراني لا يتم على أراضيهما بل في مناطق أخرى، فطهران تنقل كل خلافاتها وصراعاتها مع واشنطن إلى العراق ولبنان واليمن وسوريا والخليج العربي، فهي الآمر والناهي في العراق، ولها نفوذ ومَسمع في تلك الأقطار بما تملكه من ميليشيات متعددة الأسماء تشكل جيوشًا تقاتل بالنيابة عنها في مواجهة واشنطن، وما حدث ويحدث للعراق تتحمل مسؤوليته أولًا وأخيرًا طهران، وعندما ترفض طهران تواجد أية قوة أجنبية على أرض العراق عليها بدايةً أن تنفذ هذا القرار على نفسها. إن الشعب العراقي وقواه الوطنية والقومية وكل أبناء الأمة العربية يرفضون تواجد القوات الإيرانية والأميركية والصهيونية من جنود وخبراء ومدربين على أرض العراق، ولا يمكن السماح بأن تكون العراق ساحة للصراع، ولن يكون الشعب العراقي أداةً لتنفيذ أجندات هذه القوى الأجنبية المحتلة، وما يحدث من مجابهة بين واشنطن وطهران في العراق هو انتهاك للسيادة العراقية والقوانين الدولية. إن القواعد العسكرية الأميركية التي يتم رجمها بالصواريخ الإيرانية لا تقع في الأراضي الأميركية بل في العراق، فعلى واشنطن وطهران نقل هذه الحرب إلى أرضيهما، فالعراق لن يكون دارًا لضيافة الحروب التي تطال العراقيين وتدمر العراق، وفي ظل غياب السيادة وتفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية نبتهل إلى الله أن يحفظ العراق وأن يجعله آمنًا من الميليشيات الأجنبية، ومن أراد الشر له اللهم أشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .