العدد 4108
الإثنين 13 يناير 2020
banner
أشغلتنا السياسة وأبعدتنا عن أولوياتنا
الإثنين 13 يناير 2020

هناك مقولة رائعة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه تؤكد ضرورة التجديد في صميم الفكر العربي ذاته وإعادة النظر في هذا الخط وأركانه، مقولة ترتكز على واقع معاش وحقائق وهي (أشغلتنا السياسة وأبعدتنا عن أولوياتنا).

عندما ندخل أية مناقشة مفصلة عن واقع الوطن العربي يستطيع المرء اكتشاف أهم المشاكل التي تشكل تحديا جبارا أمام التطور والنماء في مجتمعاتنا، ويمكن تمييزها بوضوح، فهناك أحاديث طويلة ومتشعبة عن السياسة، وأصبح الكلام فيها محور الجهود، والجميع يتغنى بمعالمها المميزة وإعطائها سمات محددة تنفرد بها، في الوقت الذي كانت فيه السياسة وأبعادها تعوق مسيرة الاقتصاد والنماء والتطوير، وعندما طغت الحركات السياسية والجمعيات على التركيبة الاقتصادية تأثرت المجتمعات سلبا، وهناك مؤشرات وأرقام تثبت مدى الخسائر التي تعرضت لها المجتمعات العربية طوال السنوات العشر الماضية نتيجة النشاطات السياسية المبتورة وعزلة “الاقتصاد” الذي يعد من أرفع وأهم الأولويات، وليس هنا مجال الحديث عن أهمية الاقتصاد وتأثيره في بناء المجتمعات.

لابد أن نكون أكثر دقة وواقعية، فالسياسة “وبلاويها” كلفت الدول العربية مليارات وانخفضت معدلات التنمية بشكل مخيف، واتضحت لنا النتائج الخطيرة عبر توقف الكثير من المشاريع أو تعثرها، واهتزت قواعد البناء وظهرت العقبات، ومقولة سيدي سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه تستند على رصيد ضخم من الخبرة والتجربة وهي بمثابة إشعاع ونور لكل ما هو خير وصلاح للعالم العربي الذي يفترض أن يكون شديد التركيز على الحياة الاقتصادية والبناء، ويبتعد بصورة كافية عن ثرثرة السياسيين وزوايا بحوثهم غير الملائمة إطلاقا لدفع عجلة التطوير إلى الأمام في شتى الميادين.

الانشغال بالسياسة بهذا الاندفاع ودون تبصر في أوطاننا العربية مظهر انحرافي يعارض ازدهار المجتمعات والتنمية الاقتصادية، وأتصور أن الرأي العربي القديم الذي يقول إن الشعوب العربية بحاجة ماسة إلى تنظيمات سياسية أثبت فشله الذريع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية