أبحث عن شقة تضم غرفتي نوم للإيجار، لكنني لن أسكن إلا في الرفاع وبمنطقة "بوكوارة" تحديدا، فهي جميلة وراقية ونظيفة، وتتوفر فيها جميع الخدمات التي قد تخطر على بالك.

مدارس، مستشفيات، مجمعات تجارية، مجمعات طبية، مطاعم، مقاهي، سينما، محلات ألبسة، محطات بترول، محطات لغسيل السيارات، أندية صحية.. الخ، كل شيء تقريبا بجانبك، حتى أرصفة الشوارع مرتبة وواسعة واستطيع ممارسة رياضة المشي بحرية.

لكن صاحبنا صُدم بالأسعار، كما يروي الخبير العقاري ناصر الأهلي، فإيجار شقة من غرفتين نوم وصالة وحمامين يصل بهذه المنطقة إلى 250 دينارا.

يقول الأهلي "حاولت إقناعه بمنطقة الحجيات كون سعر شقة بنفس المواصفات قد ينخفض إلى 200 دينار، لكنه رفض، وأصر على بوكوارة، طالبا مني تكثيف البحث للحصول على مبتغاه".

وأرجع الأهلي الذي يملك مكتبا للخدمات العقارية، ارتفاع أسعار التأجير في الرفاع لأسباب يأتي على رأسها أن معظم الملّاك أشتروا الأراضي وأقاموا استثماراتهم (العمارات السكنية) عليها في فترة الغلاء، لذا من الطبيعي أن يطلبوا أسعارا مرتفعة تماشيا مع ذلك.

ويتراوح سعر القدم الواحد من الأرض في الرفاع بين 22 دينارا و30 دينارا وهو مرتفع نسبيا بحسب الأهلي.

أما الأمر الثاني فهو زيادة الطلب نسبيا على الشقق السكنية قياسا بمناطق البحرين الأخرى، كون كثير من البحرينيين وغير البحرينيين يفضلون الرفاع على غيرها من المناطق لتوفر الخدمات بشكل كامل تقريبا، كما أنها تتميز بالهدوء والرقي، والنظافة.

وبين أن الطلب ارتفع على الرفاع بعد العام 2011 بشكل ملحوظ خصوصا من غير البحرينيين.

لكن الأهلي عاد ليشير إلى أن الرفاع هي الأخرى تتقسم إلى مناطق، وليست جميعها بنفس السعر وبمستوى الطلب، معتبرا منطقة "بوكوارة" الأغلى على الإطلاق، حيث يصل إيجار الشقة المكونة من غرفتي نوم نحو 250 دينارا، في حين تبلغ بمنطقة "الحجيات" حوالي 200 دينار، لكنها قد تتراجع إلى 150 دينارا في الرفاع الشرقي مثلا.

وعن العرض والطلب أكد أن العرض أصبح مؤخرا يفوق الطلب لكن ذلك لم يؤثر على الإيجارات إلا بنسب قليلة جدا خصوصا في منطقة البوكوارة.

وأرجع تفوق العرض على الطلب إلى برنامج السكن الاجتماعي "مزايا" الذي توفره وزارة الإسكان والذي سمح للشباب إمكانية تملك الشقق، إضافة إلى الصعود الكبير لفواتير الكهرباء والماء حيث عمد بعض الناس للسكن مع ذويهم لتوفير هذه المبالغ.

ويتعجب المتابع لسوق تأجير الشقق بالبحرين، حيث يمكن للشخص الحصول على شقة تضم 3 أو 4 غرف بـ 250 دينارا في مناطق أخرى من المملكة كالحد أو عراد مثلا، في حين يستطيع تأجير بيتا مستقلا إذا رفع المبلغ إلى ما بين 300 و 350 دينارا في مدينة حمد، وأقل في مناطق القرى.

وبالطبع لا يمكن إخضاع مناطق تجارية يكثر فيها الأجانب مثل الجفير والسيف والعدلية وغيرها إلى هذه الاعتبارات.