العدد 4104
الخميس 09 يناير 2020
banner
حسابات المكسب والخسارة في الرد الإيراني
الخميس 09 يناير 2020

على مدار الأيام الماضية ومنذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان اسم هذا الجنرال موجودا في أكثر من خبر أو مقال في كل جريدة صدرت، ذلك الرجل الذي ارتبط اسمه بالقدس، رغم أنه لم يقدم للقدس أي شيء في تاريخه، هذا الجنرال الذي حارب في اليمن وسوريا والعراق ولكنه لم يحارب يوما من أجل القدس، وقتل من العرب والمسلمين آلافا ولم يقتل نملة من الذين احتلوا القدس وغير القدس.

الدنيا كلها تتحدث عن الرد الإيراني وعن تبعات اغتيال الطاووس وعن المواجهة الشرسة بين إيران والولايات المتحدة والكل يضع سيناريوهات لما ستقوم به إيران انتقاما للجنرال سليماني والكل ينتظر أن تزلزل الأرض زلزالها، وهناك من يعتقد أن دول الخليج العربي ونفطها أصبح في خطر وأصبح هدفا لهجوم إيراني قادم. وعلى الجانب الآخر حدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ٥٢ هدفا إيرانيا سيتم ضربها في لحظة واحدة إذا ما أقدمت إيران على أي عمل عسكري ضد أهداف أميركية.

لكن ما هي حسابات المكسب والخسارة التي ستحكم وتحدد طبيعة الرد الإيراني الذي ينتظره الجميع بين وقت وآخر؟ حسابات المكسب والخسارة أن إيران التي تلقت هذه الضربة التي لم تتوقعها على الإطلاق والتي استبعدها سليماني نفسه عندما كان على قيد الحياة، تقول إن إيران في حالة الرد المباشر ستتلقى صفعة أشد، وعلى إثرها يمكن أن تدخل في دوامة لا تنتهي من الحرب مع الولايات المتحدة.

صحيح أن أطرافا أخرى في المنطقة ستدفع ثمنا لذلك، لكن ما الذي سيجنيه ملالي إيران من هذا الانتحار العسكري؟

لذلك فإن أقرب السيناريوهات والتحليلات إلى المنطق أن الرد الإيراني سيكون كالعادة من خلال الحرب بالوكالة بواسطة العملاء الموجودين في الدول العربية الواقعة تحت الهيمنة الإيرانية من خلال عمليات يقوم بها هؤلاء العملاء ويدفع ثمنها كالعادة أيضا أفراد أبرياء من العرب والمسلمين، لأن الصواريخ التي ستطلق ستسقط على أماكن تواجد الأميركيين في هذه الدول ومنها ما سيسقط على أماكن مجاورة فيروح ضحيتها مواطنون من هذه الدولة.

هذه هي إيران ولن تتغير، وبالذات في هذا التوقيت الذي يريد فيه الرئيس الأميركي أن يستعيد سمعته المهدرة ويريد بكل السبل أن ينجح في الانتخابات القادمة حتى إن اقتضى الأمر أن يمشي إلى ذلك فوق أشلاء العالم كله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .