العدد 4102
الثلاثاء 07 يناير 2020
banner
مشاهدات... من سيرلانكا إلى البحرين
الثلاثاء 07 يناير 2020

تزامنا مع إجازة الاحتفالات بالعيد الوطني، حظيت بفرصة الابتعاد قليلا عن العمل وركبت إحدى طائرات الناقلة الوطنية بمعية مجموعة سياحية قاصدين جمهورية سيرلانكا المعروفة شعبيا باسم “سيلان”.

وجاء اختيار “سيلان” في هذا الوقت لما يقال عنها من جمال طبيعتها وجوها الثابت نسبيا على امتداد العام لقربها من خط الاستواء، وللأمانة فإن ما يقال عن سيرلانكا من جمال الطبيعة في هذا البلد لم يفها حقها، بل إن ما التقطناه من صور وفيديوهات لم يوفق في توثيق درجات الإبداع الرباني، فالواقع كان دائما أجمل.

وأنا أتنعم بجمال هذا البلد الذي يحاول النهوض من أنقاض خلافات دموية ويشجع الزراعة والسياحة، استوقفتني العديد من المشاهد التي سألخصها للقارئ الكريم في هذه السطور.

المشهد الأول: تحتسب السلطات السيريلانكية عند دخول الحدائق والمتنزهات ومرافق الترفيه العامة رسوما للمواطنين ورسوما أخرى مختلفة المقدار للأجانب والضيوف (أضعاف رسوم أبناء البلد)، فالمواطنون يدفعون رسوما بسيطة تناسب إمكانياتهم، أما الآخرون فهي كحكومة غير معنية بالتسهيل عليهم ليرفهوا عن أنفسهم.

ذكرني هذا المشهد بجامعة البحرين التي تحتسب رسوما مساوية مدعومة وأقل من التكلفة لغير البحرينيين بحثا عن التنوع بين طلبتها، وذلك رغم تكدس الفصول.

المشهد الثاني: المطاعم العالمية قليلة ومحدودة في هذا البلد الآسيوي الجميل، ويتطلب الوصول إليها وقتا، فالأسماء العالمية لمطاعم “الفاست فود” محدودة وبشكل محدود ومتباعد أيضا. هذا الواقع يضغط على السواح للبحث عن البديل المحلي الجيد، فلابد للسائح أن يأكل، وهنا تبرز الفرصة أمام المطاعم السيريلانكية التي تقدم قائمة طعام دولية وبمستوى نظافة وجودة، وتختتم هذه المطاعم أسماءها عادة بكلمة “عالمي”.

أخذتني هذه المشاهد لبلدي الحبيب، وكم تمنيت وأتمنى من مسؤولينا وقبل اتخاذ أي قرار أن يفكروا بابن البلد وحلاله وإمكانية استمراريته وتوسعه قبل إعطاء المستثمرين الأجانب أي تسهيل.

ثالثا: أقمت في عدة فنادق خلال رحلتي، وحاولت الحديث إلى موظفيها طلبا للمساعدة في مواقف عدة، فوجدت أغلبهم لا يتحدثون الإنجليزية، وباستثناء موظفي الاستقبال، لا يشترط على السيرلانكيين الحديث بلغة عالمية وإن كان راغبا في العمل في فندق 5 نجوم! وفوجئت ببعضهم يعرف بعض الكلمات العربية كونه عمل في إحدى دول الخليج لكنه لا يعرف عن الإنجليزية شيئا!

وأتساءل هنا: لماذا تفرض الفنادق العاملة في البحرين شرط اللغة الإنجليزية على المواطن الذي يرغب في العمل لديها؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .