العدد 4102
الثلاثاء 07 يناير 2020
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
مقتل قاسم سليماني... قراءة متطرفة
الثلاثاء 07 يناير 2020

أزمة لبنان مستمرة وكذلك الثورة العراقية تنذر بخسارة إيران نفوذها، وقبل هذا وذاك الغليان داخل إيران ينذر بكارثة للمشروع الأميركي الإيراني، أما اليمن فيكفي أنه كلما اقترب التحالف من إنهاء دور الحوثيين تسارع الأمم المتحدة لإنقاذهم لتستمر القضية، وترامب يعاني من أزمة داخلية قد تصل إلى عزله... أمام هذه المشاهد كان لابد من عملية كبيرة تخلط الأوراق، ومن خلالها يرفع شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، فيحقق التحالف الأميركي الإيراني أهدافه ليجهز على الثورة العراقية والأزمة الإيرانية الداخلية ومعها أزمة ترامب نفسه، فكانت تصفية قاسم سليماني الحل.

فسليماني منذ سنوات كان يسرح ويمرح تحت مرأى ومسمع الأميركان بل وحمايتهم، ولم يكن أسهل عنده من إبادة المئات من الأبرياء، فأين كانوا من تصفيته؟ لذا من غير المستغرب ولأجل أن تكتمل فصول المسرحية أن يعزي أذناب إيران في كل مكان مقتل سليماني، وهم الذين لم تطرف لهم عين لمقتل المئات من الثوار العراقيين وجرح الآلاف منهم.

نعم ربما تكون هناك مناوشات حقيقية بين أميركا وإيران متفق عليها لإظهار المسرحية وكأنها حقيقية، ولن نحتاج سوى بضع سنين لكشفها تماما كقصة أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن سوى أكذوبة لتسليم العراق لإيران، والله أعلم بالعراق القادم بسبب هذه المسرحية، ولا يمنع مع هذه الفرضية أن نأخذ بالأسباب، إذ قد تتطور الأمور إلى الأسوأ مع رغبة هذه الدول في تصدير مشاكلها من خلال خلق عدو وهمي، فضلا عن أن المصالح قد تختلف حتى بين الأحبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية