العدد 4099
السبت 04 يناير 2020
banner
“بلاوي” الطلاق
السبت 04 يناير 2020

في أي مجتمع من المجتمعات هناك “بلاوي” مؤلمة جدا، وفي تصوري يأتي الطلاق في مقدمتها، إذ يعد من المشاكل الاجتماعية والنفسية، ومن الدرجة الأولى لما يخلفه من آثار موجعة بتشتيت شمل أفراد الأسرة وما يعقبه من عداوات لا تعد ولا تحصى تستمر لسنوات طويلة، خصوصا في حال وجود أطفال، فأولئك الصغار بحاجة ماسة لتربية سليمة ورعاية واهتمام ومتابعة وحنان وعطف.

فالأطفال الذين يعيشون في كنف آبائهم بانتظام يكونون عادة أكثر قدرة على التعلم وأقوى شعورا باحترام الذات وأقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية وأعراض الاكتئاب، فهم يتمتعون بحميمية وحب ورعاية آبائهم ودعمهم المستمر وبذلك يتكون لديهم إحساس وشعور أقوى بالقبول الاجتماعي، وبهذا لاشك في أن الدور الأبوي في تربية الأبناء له تأثير نفسي وبيولوجي شديد الإيجابية، خصوصا إذا كان هذا الأب حنونا وعطوفا وحازما وعادلا وسط أسرته و”غشمري وقلبه على أعياله ويحاتيهم ويباريهم ويتحمل بهم ويشاركهم في كل شي في حياتهم”.

الأبناء في هذا الصعيد هم أكثر حاجة إلى الآباء “والله لو الواحد منهم يوصل عمرة 100 سنة”، فلابد من اهتمام الأب، هذا إذا أردنا الحصول على أبناء وبنات نفتخر ونعتز بهم “وشغل متعوب عليه ومضبوط”.

بالمقابل لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نغفل دور الأم وأهميتها، فهناك أمثلة كثيرة في مجتمعنا المحلي ثبت بالدليل القاطع أن أمهات كثيرات استطعن بجهودهن الذاتية أن يوصلن أبناءهن إلى أعلى المراتب والدرجات في مناحي الحياة الراقية ومواقع العمل والمسؤولية.

المجتمع البحريني أصبح يعاني من هذه الحالات التي تحدث بشكل يومي وذلك بحسب محاكم البحرين الشرعية، إذ مقابل 16 حالة زواج في كل يوم، هناك 5 حالات طلاق، وهذا بحد ذاته يعتبر رقما مخيفا وينذر بالخطر ويحتاج تحركا سريعا من مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر ومن خطباء دور العبادة ومراكز الإصلاح الأسرية بتثقيف وتنوير المقبلين على الزواج، خصوصا صغار السن الذين في عمر مبكرة، فهذه الشرائح العمرية للأسف الكبير السواد الأعظم منهم لا يتحملون المسؤولية والأعباء والصبر والتحمل والتفاهم والقدرة على التنازل والقبول بالوضع كما سار عليه آباؤهم وأمهاتهم في أشد الظروف وأصعب المواقف. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية