العدد 4099
السبت 04 يناير 2020
banner
وماذا بعد كلام الجامعة العربية؟
السبت 04 يناير 2020

الأوضاع في ليبيا تتجه نحو المزيد من التصعيد في ظل تصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة، فما الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية في الأيام القادمة في ظل هذا الوضع المتأزم بعد أن أصر الرئيس التركي أردوغان على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا؟

صحيح أن مجلس جامعة الدول العربية اجتمع قبل أيام قليلة وبالتحديد في ٣١ ديسمبر من العام المنصرم وأكد على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي أيا كان نوعه ودعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، وشدد على ضرورة إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية، وقام المجلس أيضا برفض التدخلات الإقليمية التي تسهم في نقل المقاتلين من مناطق الصراع الأخرى إلى ليبيا وانتهاك القرارات الدولية الخاصة بحظر توريد السلاح.

كل هذه أمور جيدة، لكنها تبقى كلاما حتى الآن، فما الذي يمكن بالضبط أن تقوم به الدول العربية وفي مقدمتها دول الجوار الليبي في مواجهة الوضع الراهن والوضع القادم، خصوصا أن الرئيس التركي أردوغان أعلن في المقابل أن بلاده ستنفذ كامل بنود الاتفاقية المبرمة بين بلاده وبين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وقام بالفعل بتوقيع مذكرة تفويض إرسال قوات تركية إلى ليبيا وتم تسليم المذكرة للبرلمان لبحثها، فما الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية في مواجهة أردوغان إذا ما أقدم بالفعل على خطوة إرسال قوات إلى هناك؟

لماذا لا تقوم الدول العربية بتوجيه إنذارات واضحة وقوية لأردوغان بأنها ستتخذ موقفا مضادا للمصالح التركية وربما تقوم بقطع العلاقات إذا ما أصرت على التدخل العسكري في ليبيا وهو الأمر الذي سيطيل أمد الصراع فيها ويدخلها في دوامة لا تنتهي من العنف؟ ولماذا لا يقوم الشعب الليبي نفسه بفرض صوته على الشارع وإجبار السراج على احترام اتفاق الصخيرات الذي يمنعه من التوقيع على أية اتفاقيات دولية بمفرده؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .