على الإنسان أن يعمل باقتدار على تجميل الحياة وتثقيف النفوس والأذواق، وأن يكون ضاحكا باستمرار، لأن الضحك ميزة إنسانية لا يشترك فيها عامة الأحياء، ولعل “الهنود الحمر” أكثر الشعوب التي تعمقت في فلسفة الحياة والسخرية من الأحزان والآلام، ودون تاريخهم مئات الحكم والمواعظ، وعرفت قبائلهم بتقديس الحياة وخلق الأيام السعيدة والمرح، والمشي على قاعدة واحدة وهي... نحن نحصد ما نزرع، وكما أن هناك فلاسفة اشتهروا بالتشاؤم وإمامهم الفيلسوف الألماني “شوبنهور” ومؤدى فلسفته الابتعاد عن مبدأ الحياة نفسه والارتماء في أحضان القبر حيث الصمت الدائم، والفيلسوف “كارليل” مات عن ستة وثمانين عاما ولم تكن نظرته إلى الحياة نظرة الواثق من مستقبلها والمستريح إلى حاضرها، إنما هي نظرة من يضع على عينيه غلالة سوداء، كذلك هناك فلاسفة كثر عرفوا بالتفاؤل والطمأنينة كالهولندي أسبينوزا.

عموما وددت إشراكك اليوم قارئي العزيز في مجموعة من المواعظ كنت قد دونتها من كتاب أعود إليه بين فترة وأخرى، تتعلق بطرق أبواب السعادة وتغير الذات وهي: سأكون سعيدا في هذا اليوم، معظم الناس يشعرون بالسعادة عندما يقررون ذلك، سأحاول أن أكيف نفسي مع الأمر الواقع، ولن أحاول تكييف الأشياء طبعا لرغباتي.

سأعتني اليوم بجسدي ولن أسيء معاملته، سأقدم عملا لأحد الأشخاص من دون أن يدري، سأحاول اليوم تقوية إرادتي، سأتعلم شيئا نافعا، ولن أكون تائها فكريا، سأقرأ شيئا يحتاج إلى الجهد والتفكير والتركيز، سأحاول اليوم أن أعيش يومي فقط، ولن أتطرق إلى مشكلاتي أبدا، سأضع برنامجي اليومي، سأكتب ما أتوقع أن أفعله في كل ساعة، ربما لن أتبعه بدقة لكنني سأصفه، فهو سيزيل مصيبتي.

سأبقى هادئا نصف ساعة اليوم وأسترخي، ولن أكون خائفا اليوم، سأكون اليوم متناغما، سأبدو في مظهر أنيق وأتحدث بصوت منخفض وأتصرف بلياقة وأكون مسرفا بالمديح، لن أنتقد أحدا أو أكتشف أخطاء الآخرين، دعونا لا نضيع دقيقة من التفكير بالأشخاص الذين لا نحبهم... عدِّد أشياءك المباركة لا متاعبك.