العدد 4095
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019
banner
جرباء القطيع... طريدة الحياض
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019

بعد أن فرغت من كتابة عمودي السابق عن اللغة العربية وإهمال أبنائها لها، لا أدري أية صدفة قادتني إلى اليوتيوب لأتفاجأ بمشهد لمذيع يمني صغير السن، غير معروف، يقدم برنامجه بلغة عربية رصينة ومؤثرة رغم استخدام مفردات تراثية وصور شعرية قديمة وعبارات الوقوف على الأطلال والبكاء لفراق الأحبة في التعبير عن حالة من حالات الانحطاط السياسي، ورغم اختلاف المشهد الذي استخدمت في وصفه هذه المفردات التراثية عن المشهد الحالي الذي تحدث عنه المذيع.

فماذا قال هذا المذيع الشاب بلغته العربية الجميلة وإلقائه الرائع؟ (الدوحة جرباء القطيع، طريدة الحياض، خرجت من حيها يوم أن ضاجعت عشيقها سفاحا، فلعنتها الجغرافيا وتقيأها التاريخ، واستباحها فتى تركيا يدين بفكر هجين بين العلمانية والعنصرية، منحته قلادة جيدها النحيل آخر ما تبقى من عروبتها، ونست أو تناست أن الحرائر في سوق النخاسة جواري وأن العنب خارج منابته تبن، هناك في دوحة الحمدين تتحرك خلايا غرف الظلام لتدس في الأريج روائح الكير وتقدم دم إخوتها وقلاع أمتها قربانا لأسيادها، ذبحت طفلا في الشام واستباحت عرض أختها في العراق وأكلت من أمعاء عمومتها في اليمن وسرقت درج أهلها في بنغازي، ثم جثت خاشعة في محراب شيخ يقسم الفتوى على هواه ويلبس الدين على مقاس أهدافه ويحمل راية الإسلام زورا. لكن مهلا يا قطر، ليست كل المنازل رامة، ولا كل بيضاء الجبين عروب! ولنا أن نتساءل لماذا تنفضح في كل مرة خبايا الدوحة؟ هل باعها الشريك؟ أم سئمها الحليف؟ أم أن خزائن المال لم تعد تكفي لإرضاء الزعيم؟ وماذا بعد الهوان من ذل؟ مرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامح “بتوقيت عدن”).

هذه المقطوعة التي تلاها هذا المذيع الشاب، قدم فيها وصفا شاملا ونادرا للحالة القطرية العجيبة شد به آلافا من المشاهدين على اليوتيوب. إنني شخصيا سأحتفظ بهذه المقدمة النادرة لأستند عليها في حديثي عن الفصاحة والطلاقة وللتدليل على أن البلاغة مراعاة مقتضى الحال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية