العدد 4093
الأحد 29 ديسمبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
قبل أن يصبح الركود ركودا!
الأحد 29 ديسمبر 2019

كان سابقا عند سن رسوم جديدة، يتم الإعلان عنها بخجلٍ وأسلوب هادئ وبعيد عن الضجة، وقبل الآن كان المواطن يعلن كل يوم سخطه من ارتفاع الأسعار بكل المواد وخصوصا الاستهلاكية كالطعام، ويبدو أنه توقف عن ذلك لفقده الأمل وخيبته من أن هناك من يتابع ويرصد الأسعار ويقدم المتلاعبين للتحقيق، وقبل الآن كانت الدوائر والوزارات الخدمية تحتوي قسما أو زاوية صغيرة يرد من خلالها موظف صغير على ما يطرح بالصحافة استجابة لطلب المسؤول بالتفاعل مع الصحافة ووسائل الإعلام، وكانت هذه الردود عادة مكررة ولا تجيب على التساؤلات، وأنا شخصيًا تحدثت مع مسؤولين بقسم خدمات المستهلكين أكثر من مرة ونقلت لهم شكاوى واضحة وجلية المعالم ولا غبار عليها بشأن التلاعب بالأسعار، وكان آخر جواب تلقيته بأنه لا يمكن فرض أسعار محددة على السلع لأن لكل سوبرماركت سياسته الخاصة!

عموما الموضوع ليس محصورا بالسوبر ماركت والسلع، والأسواق، الموضوع الأهم الوزارات والمؤسسات الرسمية الحكومية التي بدأت سياسة جديدة في فرض رسوم سرية ودون إعلان، وبلا ضجة، ومن خلال مفاجآت بعيدا عن لفت الأنظار، فالبريد ورسوم صناديق البريد تم رفع الرسوم فيها وتسجيل السيارات أيضا، ورسوم البلدية على أكياس القمامة قائمة رغم عدم توفر الأكياس بغالبية الوقت والمواطن يدفع ويدفع الرسوم، وهناك رسوم في المطار ورسوم في هيئة سوق العمل ورسوم في كل مكان تذهب إليه، وفوق ذلك هناك ضريبة القيمة المضافة، وفوق كل ذلك يقال لك إن البحرين لا تطبق نظام الضرائب، هل بقي لدى المواطن شيء من راتبه ليدفعه رسوما للضرائب؟

ليس لدي اعتراض على فرض الرسوم، ففي كل بلاد الدنيا هناك رسوم وضرائب، لكن يرافق هذه الرسوم والضرائب شرطان، الأول التحكم في مستوى الأسعار وعدم ترك الأسواق تتلاعب بالمستهلك، والثاني رفع الرواتب بين حينٍ وآخر، كل عدة سنوات، والسؤال الذي يئس المواطن منه منذ متى لم تشهد الرواتب حركة حتى لو كانت بمستوى حركة السلحفاة؟

أدرك أن هذا المقال الذي أكتبهُ وكتبه الزملاء في مهنة الصحافة لن يكون هناك رد عليه من أية جهة رسمية، وأكثر من ذلك سيظل الحديث في الأسعار والرواتب والرسوم قائماً، طالما ليست هناك جهة ما تأخذ زمام المبادرة وتحرك السوق وتنشط القوة الشرائية لدى المواطن التي شهدت انخفاضا أثر على السوق وبالتالي خلق ما يسمى بالركود الذي من مظاهره أن المواطن لم يعد يغريه الشراء حتى لو كانت التخفيضات 80 % وهذه علامة سيئة على السوق يجب تأملها ودراستها ومعالجتها حتى لا يصبح الركود روتينياً.

 

تنويرة:

كثرة العثرات تفرض عليك أن تغير طريقك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية