العدد 4088
الثلاثاء 24 ديسمبر 2019
banner
ابتدائية وشهادات عليا
الثلاثاء 24 ديسمبر 2019

يرتكز مستقبل أي فرد ليخوض فيما بعد غمار الحياة بمتاعبها على مقومات أساسية، لا تتقاطع أبدا مع النظرة العامة السابقة تجاه العمل؛ ففي وقت مضى كانت الشهادة الثانوية وحتى قبل ذلك الابتدائية كفيلة بتوفير وظيفة جيدة، أما الآن فلا فائدة ترجى في الدول العربية بشكل عام من الشهادات، حتى إن كانت شهادات عليا؛ لأنه لا اعتبار لمعيار الكفاءة البتة، بل الاعتماد الكلي على معايير أخرى لسنا بغفلة عنها، وهذا كفيل بحتمية مواجهة مشكلات كثيرة الجميع في غنى عنها مستقبلا، وهو ما ستتحمله الأجيال المقبلة شئنا أم أبينا!

الطامة الكبرى كذلك أن الكثيرين لا يعملون في مجالات تخصصاتهم، بل في مجالات أخرى قد يعدونها ثانوية أساسا، أو طارئة في حياتهم، أو هواية لهم، أو لا يفقهون فيها شيئا، وهو الأسوأ على الإطلاق!

إن الغياب الواضح لاعتماد معيار الكفاءة في القطاعين العام والخاص، يكلف الدولة الكثير من الخسائر؛ لأنه يأتي على حساب الجودة النهائية لمختلف القطاعات، ولا عزاء في ذلك لمصير الأجيال مع اعتماد عقيم كهذا، أما الخيارات الأخرى المتاحة التي لم تأت عليها العقلية المتحيزة، ولم تتسلط بعد عليها، ألا وهي التجارة من خلال المشاريع الصغيرة، إلى جانب استثمار المواهب فقد باتت خيارات مجدية للأجيال، في حين إن لم يبدأ التوجه الصارم لإحلال الكفاءات (فقط) في الأماكن المناسبة لها، فالثمن الذي ستدفعه الأجيال- للأسف - سيكون باهظا على المدى المتوسط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية