العدد 4087
الإثنين 23 ديسمبر 2019
banner
ما أسرع الأيام
الإثنين 23 ديسمبر 2019

بعد أيام قلائل نودع عاما ونستقبل عاما جديدا، فما أسرع الأيام، حيث يمضي العام وكأنه نصف أو ثلث عام مما كان في الماضي، فعلى الرغم من المآسي الكثيرة التي يعيشها البشر وخصوصا العرب، إلا أن العام قد مر بسرعة رهيبة، وكما قال الشاعر الشريف الرضي: ما أسرع الأيام في طينا.. تمضي علينا ثم تمضي بنا، في كل يوم أمل قد نأى.. مرامه عن أجل قد دنا، أنذرنا الدهر وما نرعوي.. كأنما الدهر سوانا عنى.

كأنه كان يوم الأمس عندما كتبت أودع عام ٢٠١٨، وها أنا ذا أكتب عن وداع عام ٢٠١٩ بحلوه ومره، وكما يبدو لي ولغيري كثيرين أنه أقصر من العام الذي سبقه. كنت أعتقد من قبل أن سرعة مرور الزمن أو تقارب الزمان إحساس ينتابني وحدي لسبب أو لآخر، لكنني وجدت أن غالبية البشر لديهم هذا الشعور.

تذكرت وأنا أستعد لتدوين هذه الكلمات حديثا رواه أنس ابن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار.

وقد قرأت مرة أن علماء الفيزياء يؤمنون أيضا بمسألة تسارع الزمن ويقولون إن هذا التسارع أو هذا التقارب يحدث بسبب اقتراب الأرض من الشمس فتزداد سرعة دورانها. وبسبب سرعة هذا الدوران تقل البركة في الوقت ويقصر الزمن وفي النهاية لا يكون هناك فرق بين شروق الشمس وبين غروبها أو أن تطلع الشمس من مغربها، وتسبق ذلك كما ذكر العالم الجيولوجي زغلول النجار فترة من الاضطراب يطول فيها النهار ثم يقصر ثم تطلع الشمس من مغربها.

وكما قال الشاعر: ما أسرع الأيام في الشهر، وأسرع الأشهر في العمر، ليس لمن ليست له حيلة موجودة، خير من الصبر، فاخط مع الدهر على ما خطا.. واجر مع الدهر كما يجري.

فلنودع عامنا المنتهي ولنستقبل عامنا الجديد بفكر جديد وروح جديدة ونفوس مقبلة على الخير بحماس للعمل من أجل هذا الوطن العزيز وليكن شعارنا في العام الجديد:

سأزرع الحب في بيداء قاحلة.. لربما جاد بالسقيا الذي عبرا، مسافر أنت والآثار باقية.. فاترك لعمرك ما تحيي به الأثرا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .