العدد 4086
الأحد 22 ديسمبر 2019
banner
انتفاضة 15 تشرين الثاني حفرت قبر نظام الملالي
الأحد 22 ديسمبر 2019

يوما بعد يوم، تزداد الاعترافات المرة من جانب نظام الطغمة الدينية الحاكمة في إيران بخصوص انتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، وحالة الرعب التي فرضتها على قادة وجلاوزة النظام وجعلت منهم أقزاما أمام عظمة إرادة الشعب وصوته الهادر عندما ينتفض بوجه الظلم والقمع والاستبداد، ومن دون شك فإن هذه الانتفاضة التي امتدت بسرعة متناهية إلى أكثر من 190 مدينة وكان عدد شهدائها 1500 شهيد وأكثر من 4000 جريح و12000 معتقل، فإن الهستيريا التي أصابت نظام الملالي وجعلته يفقد توازنه ويقوم بعمليات قتل وإبادة جعلت المجتمع الدولي يدينها ويستنكرها بقوة، إنما كان ذلك لأنه”أي النظام” أحس بالجانب التنظيمي للانتفاضة وهو الأمر الذي أفقده صوابه كونه يعلم جيدا أن منظمة مجاهدي خلق الوحيدة التي بإمكانها القيام بذلك.

منظمة مجاهدي خلق التي لها تاريخ عريق وطويل في مواجهة الديكتاتورية والقمع يمتد من النظام الملكي السابق ولا يمكن أن ينتهي إلا بإسقاط نظام الفاشية الدينية الحالي، تخوض صراعا لا مثيل له ضد هذا النظام منذ بداياته، وكان هناك العديد من الفصول لهذا الصراع بدءا من النضال السياسي الفكري ومرورا بمواجهات في المدن وحرب الجبهات والنضال على الصعيد الدولي، وهو يعتبر بمثابة تاريخ مجيد للمنظمة يؤكد ويثبت إصرارها وعزمها على إسقاط النظام مهما تطلب الأمر، وإن صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري القمعي عندما تكتب في افتتاحيتها قائلة: “الانتفاضات الأخيرة كانت مماثلة لما حدث في حروب الشوارع لعام 1981 في العديد من المدن، بما في ذلك محافظة خوزستان، كان هناك نزاع مسلح واستهدفت القوات الأمنية والعسكرية بالنيران المباشرة، وبالمناسبة كانت خسائر القوات الحكومیة خلال أعمال الشغب هذه غير مسبوقة. مثل ذلك لم يحدث منذ عام 1981”، فإنها تعيد للأذهان فصل مواجهات المدن بين المنظمة والنظام، والنظام يعلم جيدا أن معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق المنتشرة في سائر أرجاء إيران، التي تأسست إثر انتفاضة 28 كانون الأول 2017، وتواصل نشاطاتها ضد المراكز القمعية والأمنية وكل ما يرمز للنظام، النظام يعلم أن مجاهدي خلق هي من ابتكرت ذلك وتبرع فيه، وعندما يعترف النظام بحدوث حرب شوارع في العديد من المدن الإيرانية أثناء الانتفاضة الأخيرة فذلك يعني أن الشعب الإيراني أصبح مقتنعا بأن هذا النظام الذي يفرض نفسه عن طريق القوة لا يمكن إزاحته إلا عن طريق القوة. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية