بعد إحراز منتخبنا الوطني لكرة القدم بطولة كأس الخليج العربي لأول مرة في تاريخ مسيرته الكروية؛ عم الفرح والسرور في كل أرجاء البلاد وانتشر هواء السعادة في المنازل والشوارع وبين الأزقة والطرقات، ولم يبق أحد إلا وقد ارتسمت على ثغره ابتسامة السعادة والفخر والاعتزاز، هذه السعادة دفعت الناس للخروج إلى الشوارع معبرةً عن مشاعرها القلبية الصادقة بهذا الإنجاز الرياضي الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر.

الفرحة العارمة سيطرت على أجواء المملكة وخيمت على نفوس أهلها وعبر عنها البحرينيون والمقيمون في جميع مناطقهم؛ فهذه المظاهر جاءت ترجمةً طبيعيةً للروح الوطنية السائدة والمواطنة الصادقة التي يمتلكها البحريني والتي تقوم على الإخلاص والانتماء والولاء.

وهنا لابد من الإشارة إلى الجماهير البحرينية التي آزرت المنتخب وخرجت للفرح، فما دفعها هو عشق الوطن ورفع رايته في كل المحافل، كما نشيد بالصورة الحضارية المشرفة التي ظهر بها الجمهور البحريني في ملعب المباراة من خلال أهازيجه الرنانة وشعاراته التشجيعية محترماً في ذلك المنافسين وملتزماً بالقوانين والأنظمة ومتحلياً بالأخلاق النبيلة التي عكست السمعة الحسنة التي عرف بها المواطن البحريني بين دول الخليج.

كل هذه المشاعر صنعها اللاعبون بفوزهم حيث أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية ورجال الميدان حين سطروا ملحمة كروية بطولية بروح مفعمة بالإصرار والعزيمة والروح الوطنية.

ومن هذا الحدث تتضح ملامح العلاقة الوثيقة بين الرياضة والمواطنة، حيث إنهما يشتركان في كثير من المفاهيم والمبادئ المتمثلة في إظهار القيم كالانتماء والتعاون والأمانة والإخلاص والتضحية، فتعزيز دور الرياضة في الوطن تعزيز لقيم المواطنة في نفوس الشباب، وما شاهدناه خلال هذه البطولة محط فخر واعتزاز، لأن المواطن البحريني كشف عن معدنه الأصيل ومواطنته الصالحة بقلب محب لوطنه وقيادته.