العدد 4069
الخميس 05 ديسمبر 2019
banner
التعليق الرياضي ثقافة.. عنوانها النزاهة والحيادية
الخميس 05 ديسمبر 2019

إذا كان العلم يمثل حقائق وقوانين ومعلومات ومقاييس، فإن الثقافة مفاهيم وقيم وتصورات وعادات وقدرة على التذوق، وبهذا تصبح الثقافة صفة أساسية من صفات الإنسان، أي إنسان، أميا كان أم حاصلا على أرقى الدرجات العلمية، فالثقافة رؤية عامة إلى الحياة والمجتمع تتجسد في السلوك الفكري والوجداني والأخلاقي والذوقي للإنسان عموما، ولكل إنسان ثقافته، مهما كان مستوى هذه الثقافة، ومهما كانت طبيعة هذه الثقافة، فليس هناك إنسان يخلو عقله ووجدانه وضميره من خبرة حية، من وجهة نظر، من موقف.

وتأتي ثقافة “التعليق الرياضي” على المباريات كالرهن الحضاري الذي يتسم به المذيع أو المعلق، فالأمر ليس مجرد الجلوس خلف “الميكرفون” والتعليق على سير المباريات تسعين دقيقة، إنما المسألة ترتبط في المقام الأول بالروح الرياضية والأخلاق والقواعد السلوكية والحيادية، من الطبيعي أن تتجه بوصلة المعلق إلى منتخب بلاده، فهذه غريزة لا يمكن إغفالها، ولكن من غير المستحسن أن يغلب الحماس على الحيادية والروح الرياضية، وينفلت المعلق ويطير على ارتفاع أمتار ويسد الطرق على الفريق الخصم بعبارات تقلل من شأنه وقوته في الملعب، وهذا للأسف ما حصل مع منتخبنا الوطني لكرة القدم في آخر مبارياته في دوري المجموعات ببطولة خليجي 24 بقطر يوم الاثنين الماضي، فمعلق إحدى الفضائيات انحرف قليلا عن قواعد التعليق الرياضي المنصف، وأكد منذ بداية المباراة على قدرة منتخب بلاده على تجاوز منتخبنا “لعبا ونتيجة” والظفر ببطاقة التأهل إلى الدور الثاني الذي سينطلق اليوم الخميس، لكن منتخبنا استحق الفوز “لعبا ونتيجة” في المضمون والشكل.

 

التعليق الرياضي ثقافة، ويفترض من المعلق أن يتحكم في مشاعره وعواطفه وانفعالاته ويحترم الخصم وينصفه وأن يكون نزيها ومحايدا، طالما أن الرياضة سلوك وأخلاق قبل كل شيء، والتعصب هو المرض الذي يقتلها، لذلك نتمنى من بعض المعلقين الرياضيين الخليجيين التزام الحيادية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية