العدد 4068
الأربعاء 04 ديسمبر 2019
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
هل هناك مؤامرة للقضاء علينا؟!
الأربعاء 04 ديسمبر 2019

لا يغفل أحد منا أن العلم في تطور دائم، وأنه مادام للبشرية نَفَس؛ فستظل الاكتشافات والاختراعات العلمية تتوالى، وهذا ما لا يختلف عليه أحد، بل هو ممدوح ومحمود، غير أننا كبشر – كذلك – نكاد لا نقف عند حقيقة ما أو معرفة أو معلومة إلا وفنّدتها أو كذّبتها معلومة أخرى تعاكسها في الاتجاه! لا نكاد نمارس فعلا أو عملا إلا وفُوجئنا بعد حين أنه خطأ، وله نتائج كارثية! لا نكاد نعتاد شيئًا إلا ووصلتنا محاذيره بعد فترة! حتى أصبحنا في دوامة من أعاصير، لا تهجع، ولا تستقر، وبدلا من التسليم بالعلم؛ أخذنا نميل نحو الكفر به، وليكن ما يكن! تعبنا!

تعالوا إلى عالم الأغذية؛ فهذا الصنف من الطعام كان يتسبب في مرض ما! واليوم: هذه المعلومة خاطئة، فهو علاج لذلكم المرض! هذا يتسبب في زيادة الوزن! هذا يرفع الكوليسترول! هذا يرفع الضغط! هذا يخفض السكر! هذا يرفعه! وما بين ما يسمونه الحقيقة العلمية، والخطأ والصواب، وآخر الاكتشافات، وما بين الطب الحديث، والتقليدي، والبديل: ضعنا! ماذا نصدق؟! إنْ كان المتخصص اليوم تائهًا، فكيف بنا نحن، مهما تثقّفنا؟! أصبحنا في حالة وجَل وقلق من الدراسات والأبحاث الوشيكة القادمة التي ستزلزل ما نظن أنه من الثوابت.

تعالوا إلى عالم الأدوية؛ هذا اليوم منعته وزارات الصحة، ومنظمة الصحة العالمية!؟ ماذا، وكيف؟! والسنوات التي قضيناها ونحن نتعاطه؟! أعلَنوا فجأة – وعلى حين غُرّة منّا – أنها تؤدي إلى حالات فشل كلوي أو اكتئاب أو ميول انتحارية، أو سرطانات أو.. أو.. فكيف لا نخاف! يستبدلون أدويتنا من دون مقدمات أو يقطعونها دون أن نفهم سوى ما مؤداه: اكتشاف حديث! والقديم ماذا يعني: (راحت عليكم!) مثلا!؟

تعالوا إلى عالم الأدوات؛ ولنركز مثلا على مادة البلاستيك، فهي مسرطنة – آمنّا بالله معلوم – منعناها من دخول الميكروويف، وتحاشينا شراءها قدر الإمكان، وتجنبنا كثيرًا المنتجات التي تختلط بها، غير أن الواقع يثبت أن نسبة كارثية مهولة من المنتجات غير بريئة منها؛ كمواد التجميل التي نظن أنها “ماركات عالمية” ونشتريها بأغلى الأسعار! غير أن الأدهى والأمر أنها وصلت إلى غذائنا، بما فيه الفاكهة، وكأنه كان ينقصنا تهجينها؛ إلى تلويثها بالبلاستيك! أرجو ألّا تكون بعض الأدوية بلاستيكية دون أن ندري!

لَكَأنَ هناك مؤامرة خفية للقضاء على البشرية! ماذا نأكل؟ نلبس؟ نستخدم؟ نعم الاختيار في أيدينا، غير أنه لا خيارات جيدة متوافرة في الغالب! لا خيارات بأسعار معقولة! فوقفةٌ سريعة بين أرفف أي سوبرماركت؛ ستصيبك بالذعر! حتى بعض الأورجانيك أو الأغذية العضوية علامة استفهام!؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .