العدد 4064
السبت 30 نوفمبر 2019
banner
هل يفهم الملالي الرسالة السعودية؟ (2)
السبت 30 نوفمبر 2019

ربما لم تنجح العقوبات الأميركية حتى الآن في تحقيق هدف تصفير الصادرات النفطية الإيرانية لأسباب مختلفة، لكن المؤكد أنها نجحت تماماً في إخراج النفط الإيراني من مكانته التصديرية المفترضة، ما تسبب في انكماش الاقتصاد الإيراني بمعدلات غير مسبوقة تاريخياً، وفقدان الناتج المحلى الإجمالي أكثر من 9ر3 % في العام الماضي، وارتفعت معدلات التضخم إلى 51 في المئة، ما أدى بالتبعية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحدود 70 في المئة، ليشهد الشعب الإيراني كارثة معيشية مضاعفة في ظل ارتفاع نسب البطالة حتى قبل العقوبات الأميركية، مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع متواصل للإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وهي مؤشرات سلبية مرشحة للاستمرار والارتفاع في ظل إصرار إدارة الرئيس ترامب على خنق الاقتصاد الإيراني ما لم يستجب الملالي لمطلب الجلوس على طاولة التفاوض بشأن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.

رسالة العاهل السعودي تهدف إلى إيجاد مخرج لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وفي الوقت ذاته تصب في مصلحة الشعب الإيراني بل نظام الملالي نفسه، لأن هذا النظام لا يدرك أن سياساته باتت بمنزلة المعول الذي يهدم طموحات وتطلعات شعبه فضلاً عن فرص بقاء النظام ذاته في الحكم، فالنهج الذي يمضي عليه عفا عليه الزمن، وأسلوب التدخل الفج في شؤون الشعوب والدول الأخرى وفرض أجندة طائفية معينة على هذه الشعوب، وتحدي إرادة المجتمع الدولي باتت جزءاً من الماضي، ولا يمكن لإيران أن تعيش كجزيرة بائسة وسط جيران يعملون على تنمية بلادهم وتسخير الثروات لمصالح شعوبهم ويحققون قفزات تنموية متسارعة.

لا يمكن أيضاً للنظام الإيراني أن يغير العالم كله ويفرض عليه منظورا طائفيا ضيقا للحياة، وهو المنظور ذاته الذي تعاملت بموجبه تنظيمات التطرف والإرهاب والدولة الداعشية الموءودة، فالعالم يتحرك بوتيرة متسارعة نحو التقدم والتطور وبناء المشتركات والمصالح المتبادلة والعمل على رخاء الشعوب، في حين لا تزال مثل هذه الرؤى المتخاصمة مع الحضارة والتاريخ، تعيش حالة صراعية مع الواقع والمحيط الجغرافي الذي تعيش فيه، ومن ثم فهي لا تمتلك جينات الحياة وليست قابلة للاستمرار ما لم تغير رؤيتها للعالم وتمتلك أسباب التعايش والتأقلم مع الواقع ومتطلبات الشعوب. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .