تستضيف البحرين كل عام مؤتمر حوار المنامة الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، وتشارك فيه شخصيات مهمة من دول العالم، خصوصا المسؤولين الأمنيين والعسكريين والخبراء من كل الدول والقائمين على الاستراتيجيات الأمنية لدولهم ولمناطق العالم المختلفة، وتأتي نسخة هذا العام وهي النسخة الخامسة عشرة وسط ظروف غاية في الدقة والخطورة خصوصا في المنطقة التي نعيش فيها، فهناك مشكلات عديدة تواجه الأمن القومي العربي وتهدد أمن المنطقة والعالم كله، ويكفي أن تتفاقم مشكلة واحدة لكي تشتعل المنطقة ويتزلزل استقرار العالم وربما تشتعل حرب إقليمية أو عالمية.

وإلى جانب قضايا الإرهاب والأمن البحري الذي تعرض للخطر مرات عديدة خلال هذا العام، قام المؤتمرون ببحث قضية غاية في الأهمية والخطورة بالنسبة لنا نحن العرب وهي ما يسمى بالأمن السيبراني، قضية الأمن السيبراني من أخطر القضايا التي تواجه الأمن العربي كله.

لقد ضربت الدول العربية في مقتل وتعرضت للانهيار والتفكك بسبب غياب الأمن السيبراني وبسبب التدفق المعلوماتي الاحتكاري الغربي الذي أدى إلى تزييف الوعي وغيابه وتسبب في كل التغيرات الإقليمية التي نراها والتي تمت تحت شعار مزيف أيضا هو الربيع العربي الذي أحدثته قوى كبرى في هذا العالم، واستخدمت فيه ما تمتلكه من تفوق تكنولوجي وسيبراني وقامت بتسخيره لعملائها في المنطقة ليخوضوا حربا بالوكالة عنها وكانت النتيجة التي نراها في ليبيا وسوريا والعراق واليمن.

نتمنى أن تتقدم دولنا العربية بمقارباتها حول سد الفجوة الرقمية بينها وبين الدول الكبرى وتتفق مع هذه الدول على آليات مشتركة لمواجهة التطرف والإرهاب.