التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا حول مخاطر السيجارة الإلكترونية تدق ناقوس خطر جديد مع انصياع عدد من الدول لموجة حظر تلك السجائر الإلكترونية التي غزت الأسواق في السنوات البسيطة السابقة.
المشكلة الكبرى تولع جيل الشباب بهذه السيجارة التي جاءت مشابهة لجيلهم وتوجهاتهم، فهي دون نار لإشعالها تشغل جيوبهم وأصابعهم وأصبحت مظهرا من مظاهر “الترند” الجديد في عالم التدخين والمدخنين، وهو ما يجعل النصائح التي تقدم حولها محل شبهة ونقد رغم جميع النتائج الأخيرة التي قدمتها بحوث تثبت العلاقة بين أمراض الرئة وحالات الوفاة وبين استخدام هذه السيجارة اللعينة.
قصة السيجارة الإلكترونية وتمسك الشباب بها كونها “موضة” في المقام الأول قبل إشباعها غريزة التعلق والتنفيث عن الأوجاع والتوتر والمزاج (كما يدعي محبوها)، ذكرتني بقصة المراضع الزجاجية التي ظهرت في بداية القرن العشرين وكانت جميلة الشكل والمظهر وهرعت الأمهات لاقتنائها لتشابه الزجاجة ومنحنياتها بالقطع الفنية الجميلة دون وعي لإشكالية تعقيمها بالشكل الملائم والاهتمام بتلك الثنيات المتواجدة في المراضع، وهو ما أدى إلى حصد أرواح آلاف الرضع فقط بسبب الترند والموضة في تلك الحقبة البعيدة!
ومضة: أعتقد أنه بات من الضروري على كل الشباب أن يكونوا أكثر وعيا لمخاطر هذا العدو الجديد الذي استطاع بسهولة أن يخترق عددا كبيرا من البيوت دون رادع حازم فقط تحت موجة الشكل والمظاهر.