• على هامش إحدى الفعاليات التقيت الأخ د. إبراهيم جناحي الرئيس التنفيذي لـ “تمكين” وكانت الإدارة هي محور حديثنا، وهذا عرف لا يكاد يخرج عن المألوف، فعندما يجتمع أصحاب مهنة ما تكون هذه المهنة هي الرابط بينهم والحديث المفضل لديهم. هذا ليس بخيار وإنما هو جاذبية تلك القوة الناعمة للمهنة التي يصعب الخروج عن مدارها وخاصة لأولئك الذين يعشقون ما يعملون.

• وهذا ما حصل فعلًا عند لقائي بالأخ د. إبراهيم، فالإدارة كانت الموضوع الذي فرض نفسه وأصبح محور الحديث، فكلانا يشتغل في هذه المهنة وكلانا، وكما هي سنة الحياة، طلاب علم ومعرفة في هذا الاختصاص. كان موضوع القائد الإداري وسماته الشخصية وخصائصه المهنية هو الغالب في ذاك اللقاء القصير وبالتحديد التسرع والهرولة نحو النتيجة أو القرار دون الدراسة المتأنية والفحص الدقيق للواقع ومعطياته والخيارات المتاحة.

• ربما كان الموقف التالي الذي بدأنا به حديثنا هو الذي أوقف مؤشر البوصلة على هذا الموضوع. الموقف الذي سأعرضه أمامك، سيدي القارئ، قد يبدو طريفًا في ظاهره ولكنه خلاف ذلك في واقعه. المهم في الأمر أنه، أي الموقف، يعكس ما تناولناه آنفا من بعض السمات والخصائص غير المحمودة للقائد الإداري.

• كان المدير العام يحرص دائمًا على مقابلة المرشحين للوظائف القيادية، وهذا ما حصل بالفعل للترشيحات الأخيرة لمنصب مدير إدارة، فقد وجد عند تسلمه القائمة النهائية لأفضل ثلاثة من المرشحين بعد الاختبارات التخصصية والمقابلات الشخصية، وجد تشابهًا كبيرًا في المؤهلات والخبرات ونتائج المقابلات والاختبارات. فكر في الأمر مليًا وقرر أن يكون الغداء هو الاختبار النهائي والفيصل لاختيار الأنسب من بين أولئك المرشحين.

• جلس الثلاثة مع المدير العام لتناول الغداء معًا، وعندما أُحضِرَ الطعام قام المرشح الأول للوظيفة رأسًا ومن دون أن يتذوق الطبق الذي طلبه بإضافة الملح إليه. فسر المدير العام هذا التصرف بأنه يعكس افتقار هذا المرشح لواحدة من أهم خصائص القائد الإداري فسقط من القائمة. ما رأيك سيدي القارئ في هذا الاختبار؟