+A
A-

أجانب داعش.. قنابل موقوتة وتخوف من جيل ثان

لا يزال موضوع الدواعش المحتجزين في سوريا والعراق، يشكل مادة سجالية بين بعض أعضاء التحالف الدولي لمكافحة داعش، لا سيما بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية (خاصة فرنسا). فعناصر داعش المحتجزين في البلدين العربيين، يشكلون معضلة كبيرة، ويرسمون أسئلة حول مصيرهم النهائي، كما يطرحون مخاوف جدية من جيل ثان من الإرهابيين والمتطرفين الذين قد يشكلون قنابل موقوتة.

وفي حين تدعو الولايات المتحدة إلى ضرورة إعادتهم إلى بلدانهم، تعارض بعض الدول الأوروبية المعنية ذلك، خشية "انفجار" تلك "القنابل الموقوتة"، لا سيما وأن العديد من هذه البلدان المعنية لا تطبق قوانين تنص على الإعدام أو السجن المؤبد في مثل تلك الحالات، خاصة وأن الجرم اقترف خارج أراضي البلدان المعنية.

كما ترفض تلك الدول محاكمة مواطنيها الأعضاء بـ"داعش" على أراضيها بسبب صعوبات جمع الأدلة التي تدينهم وخشيتها من خطر شنهم هجمات على أراضيها.

ومساء الخميس مارست الولايات المتحدة، ضغوطاً على الدول المشاركة في التحالف ضد تنظيم "داعش" للموافقة على استقبال مواطنيها المرحلين من مقاتلي التنظيم، لكن رغم الإجماع على خطورة المشكلة فلا تزال هناك خلافات بشأن الأمر.

واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف العالمي ضد "داعش" في واشنطن الخميس لمناقشة الخطوة المقبلة في مواجهة التنظيم، الذي قُتل زعيمه أبو بكر البغدادي، الشهر الماضي، بغارة أميركية شمال غرب سوريا.

وخسر التنظيم كل الأراضي تقريباً التي سيطر عليها في سوريا والعراق، إلا أنه ما زال يشكل تهديداً أمنياً في سوريا وخارجها. وما زال نحو 10 آلاف من أعضاء التنظيم وعشرات الألوف من أفراد أسرهم محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا تحرسها قوات كردية سورية، متحالفة مع الولايات المتحدة.

جيل تال من الإرهابيين

وتعليقاً على تلك المسألة، قال المنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب، نايثان سيلز، بإفادة صحافية في وزارة الخارجية الأميركية: "يجب ألا يتوقع أحد أن تحل الولايات المتحدة أو أي طرف آخر تلك المشكلة نيابة عنهم... لدينا جميعاً مسؤولية مشتركة لضمان عدم تمكن مقاتلي داعش من العودة لميدان المعركة ولمنع التنظيم من إلهام جيل تال من الإرهابيين أو دفعهم نحو التطرف".

كما حذر سيلز الدول من سيولة الوضع في سوريا بما يعني احتمال فرار عناصر "داعش"، الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية، قائلاً: "إنها سوريا. كلنا نعلم أن الأمور هناك قد تتغير في طرفة عين".

وفي تصريحات للصحافيين بعد الاجتماع، كرر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، موقف بلاده بأن المقاتلين "يجب إحالتهم للعدالة بأقرب (ما يمكن) بسبب الجرائم التي اقترفوها"، في إشارة إلى عدم الرغبة بإعادتهم إلى بلادهم.

من جانبه، قال الممثل الأميركي الخاص لسوريا، جيمس جيفري، إنه يوجد "خلاف في الرأي" بين الدول الأعضاء في التحالف الذي يقاتل "داعش" يتعلق بما إذا كان ينبغي للدول الأصلية لمسلحي التنظيم استلام مواطنيها المحتجزين.

وقال جيفري، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع أعضاء التحالف بواشنطن الخميس: "يوجد خلاف في الرأي بشأن ما إذا كان ينبغي تسليمهم أم ستبحث تلك الدول أمراً ما وتدرسه بمزيد من التفصيل. لكن جرى الإقرار بأن هذه مشكلة كبرى".

بدوره، حث وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الدول الأعضاء في التحالف على استعادة المتطرفين الأجانب وتعزيز التمويل للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية في العراق وسوريا التي تضررت بشدة بسبب الصراع. وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف: "يتعين على أعضاء التحالف استعادة آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين ومحاسبتهم على الأعمال الوحشية التي ارتكبوها".