العدد 4045
الإثنين 11 نوفمبر 2019
banner
الرعاية السامية
الإثنين 11 نوفمبر 2019

رغم العارض الصحي، والمهام الجسيمة، والمسؤوليات العظيمة، أبى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه إلا أن يبقى على العهد، أن يحافظ على الوعد ليرعى، كعادة سموه السنوية المباركة، حفل تخريج فوج جديد من طلائع الجامعة الأهلية، ومن أبنائه الذين تربوا وترعرعوا في رحاب دولته التي أسسها بالجهد والعرق، وبلاده التي حافظ سموه عليها بكل ما يملك من عزيمة وكل ما يضفيه من صبر وكد ومثابرة على وطنه الغالي البحرين.

سموه حفظه الله ورعاه يدرك دائما أن التعليم هو الأمن الناعم، هو السيطرة المضمونة على تحديات الطبيعة، وهو ضمانة النماء، وسلامة البقاء، وعين اليقين على تضاريس الحياة الوعرة، هو أيقونة الأمم، والمعرفة هي كائنها الجميل الذي لا ينفض رحيقه بالتقادم.

رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه وافق على الرعاية الكريمة بقلب ملؤه الإيمان بشباب هذا الوطن، بأجياله الطالعة المتطلعة للغد، بأبنائه الذين نشأوا وتربوا في كنف الوعي الجمعي الذي غرسه سموه في نفوسهم، بالحس الوطني الذي لا يجود الزمان بمثله، وبروعة الإتقان عندما تتجلى من قائد ملهم علمته التجارب فتفوق عليها، وصهرته الصعاب فكان أهلًا لها.

إن الأمم الناهضة لا يمكن أن تحاكي الحداثة والتقدم من دون أصالة تنتمي إلى الجذور، من دون تاريخ عريق يستمد خلوده من أمة قادرة على التجدد، ومن عبق أصيل يستعيد عزته كلما كانت رياح التغيير قوية.. إن الأمم التي انكفأت على آلامها، وتلك التي فرطت في وحدتها وقبلت بتقسيم الشعب الواحد إلى شيع وقبائل، ومناطق ومحاجر، هي التي كانت أسيرة للوعي المفقود، لأفكار هدامة، لمعالم باهتة، ولشعارات كاذبة ولافتات زائفة، من هنا كان سمو رئيس الوزراء حريصا على توجيه بوصلتنا المعرفية نحو فنار لا يلين، نحو وطن لا يقبل المساومة ولا التقسيم، فظل سموه حفظه الله ورعاه مدافعا شرسا، وصنديدا بطلا، لا يقبل إلا أن يكون وطنه متحابًا متحدا، متكاتفا متقدا بالآباء والمواطنة والانتماء والوحدة.

إن تخريج المئات بل الآلاف من طلبتنا على مدار عمر “الأهلية” ما كان له أن يبلغ مداه إلا بفضل الدعم غير المتناهي من قادتنا للتعليم الراقي المنضبط، وما كان لطلبتنا وهم يشهدون اليوم تخريج الفوج الرابع عشر إلا أن يفخروا بوطنهم، ويفتخروا بإنجازاته وإنجازاتهم، ويصعدوا أمام الرعاية المباركة ليحصدوا تعب السنين ويتسلموا شهادات التخرج فرحين، متفائلين، متطلعين للمستقبل العظيم بكل أمل، وكل إصرار على مواصلة طريق المعرفة، وتطبيق مخرجات التعلم الراقية في مختلف مواقعهم العملية أو العلمية أو تلك التي يقدرها نصيب الاختيار فيكم.

من هنا وهناك كان للجامعة الأهلية ذلك السبق المتحقق على منصات المكانة الأممية، تماما مثلما كان لها ذلك الحرص من قائد مسيرة ورائد نهضة وسموه يرعى بنفسه حفل تخريج طلبة جامعتنا الأهلية التي التزمت أنسنة التوجهات وعولمة العلوم والتطبيقات، فوفرت لطلابها على مدار ١٨ سنة باقات من علوم وآداب وفنون اللحظة، ونجحت بعون الله في تأكيد جدارتها الأكاديمية، وتوثيق خطاها المعرفية، وتسطير أحرف من نور في مضامير الجودة والتألق العلمي فكان لها ذلك التجسد الكامل للرقي وهي تحتفي مساء اليوم في رحاب رعايتكم الكريمة يا صاحب السمو بتخريج هذه الطلائع من أبنائكم وهؤلاء الشباب من فلذات أكبادكم، فلكم منا كل الشكر والعرفان، وكل الحب والامتنان، الله يحفظكم وهو خير الحافظين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية