+A
A-

الصحة: ليس هناك ما يسمى بجرثومة السلمانية ولا يستدعي الأمر الإستنفار والتهويل

أكدت الدكتورة صفاء الخواجة استشارية الامراض المعدية ورئيسة قسم مكافحة العدوى أن وزارة الصحة أولت اهتماما كبيرا لترسيخ برنامج مكافحة العدوى في المستشفيات، مبينة بأن البرنامج يسعى إلى ضمان مراقبة بيئة المستشفيات بما يحقق أدنى مستوى من مخاطر انتقال العدوى للمرضى، والعاملين، والزائرين، عن طريق جعل مكافحة العدوى وإجراءات النظافة الصحية محور جميع الممارسات الإدارية والسريرية داخل المستشفى وجعله مسئولية كل فرد يعمل بالمنشأة الصحية.

 وقالت الدكتورة الخواجة إن "وحدة مكافحة العدوى بوزارة الصحة وسعيا منها لتبيان الحقائق تجنبا لإثارة الخوف والهلع بين المواطنين تجاه الخدمات الصحية المقدمة بالوزارة، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، تود أن تبين بأن ليس هناك ما يسمى بجرثومة السلمانية ولا يستدعي الأمر الإستنفار والتهويل"، مشيرة الى انه بناء على احصائيات قسم الأحياء الدقيقة المختبرية  في مجمع السلمانية الطبي "لم يتم رصد أي جرثمة جديدة في هذا العام أو الأعوام السابقة، وما يتم رصده في المجمع هي نفس الجراثيم المعروفة في جميع أنحاء العالم بنفس المعدلات، مع التأكيد بعدم وجود أي نوع من الجراثيم تم رصدها في أجهزة التكييف، وهناك تقييم دوري ومراقبة لنظام التكييف في السلمانية  من قبل قسم الهندسة والصيانة حسب المعايير العالمية الموصي بها، كما ان وحدات العناية الحرجة في المجمع تخضع بأكملها لنظام تهوية خاص منفصل عن بقية المجمع لضمان سلامة المرضى المنومين في تلك الوحدات".

 ودعت رئيسة قسم مكافحة العدوى الجميع، إلى الرجوع للمصادر الرسمية بشأن ما ينشر من أخبار، مبينة بأنه تم وضع برنامج مكافحة العدوى في وزارة الصحة على ضوء المعايير الدولية في منظمة الصحة العالمية ( WHO -Core component  ) واسترشادا بتوصيات اللجنة الخليجية لمكافحة العدوى، وتمت زيارة تقييمية من منظمة الصحة العالمية ( WHO) لمراجعة خطة مكافحة العدوى من قبل ممثلي المنظمة والذين أثنوا على جهود الوزارة واستكمال الخطة وتطبيقها بشكل ممتاز، وأوصوا على مواصلة الجهود والترتيب لإعادة التقييم بشكل دوري كل خمس سنوات، وأوضحت انه في عام 2021 سيتم إعادة تقييم المنظمة.

 وقالت ان وحدة مكافحة العدوى تتواصل بشكل مستمر مع المركز الخليجي لمكافحة العدوى، لمتابعة المستجدات في مجال مكافحة العدوى على الصعيدين الاقليمي والعالمي، كذلك هناك تنسيق وتواصل مستمر بين الوحدة وإدارة الصحة العامة بالوزارة، ويتم العمل على تحديث السياسات والاجراءات المتعلقة بمكافحة العدوى والتأكد من تماشيها مع آخر المستجدات والمعايير العالمية، إضافة إلى تطبيق مشاريع تحسين الأداء في ضوء نتائج مراقبة حالات برامج مكافحة العدوى من أجل الوصول بمعدل حالات انتقال العدوى الناتجة عن خدمات الرعاية الصحية داخل المستشفى إلى أدنى مستوى ممكن.

 وأوضحت انه يتم تطبيق قواعد منع انتقال العدوى داخل المستشفى من خلال التدابير الصحية لنظافة اليد، والتطهير، والتعقيم، وتطعيم الطاقم الطبي، وإتباع سياسة عزل المرضى المصابين ولبس الادوات الوقائية والتخلص الصحيح من النفايات الصحية على فترات منتظمة لمنع الجراثيم من النمو، بالإضافة إلى الفحص الدوري للمياه في مجمع السلمانية الطبي من قبل مختبرات الصحة العامة، والاستقصاء المستمر لحالات "الليجونيلا" للتأكد من عدم انتقال العدوى في المستشفيات من المياه والتكييف.

 وقالت إن الوزارة وضعت الأولوية لبرنامج نظافة أيدي العاملين في قطاع الرعاية الصحية، ومكافحة انتشار العدوى في المستشفيات، وقد تم العمل على رفع معدل التزام الطاقم الطبي في مرافق وزارة الصحة الى أكثر من 80% وهي من أفضل المعدلات التي تم التوصل اليها في الدول المتقدمة.

 وأكدت أن هناك إجراءات أخرى مثل تطبيق تجهيزات الحماية الشخصية والمتضمنة الملابس الخاصة أو المعدات التي يرتديها العامل الصحي للحماية من أي مخاطر، ويتم توفير تجهيزات الحماية الشخصية في مجمع السلمانية للعاملين الصحيين بالإضافة الى مرافقي المرضى والزوار وذلك حسب تنظيمات وتشريعات مكافحة العدوى العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، كما يتم تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية، وقالت انه قد يتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى صور العدوى المختلفة في أثناء مسار عملهم، ولذلك فقد تم توفير اللقاحات اللازمة للعاملين في منشآت الرعاية الصحية بناء على التنظيمات والتوصيات الدولية العالمية لمكافحة العدوى CDC ومنظمة الصحة العالمية WHO، كما تم الزام العاملين الصحيين بهذه التطعيمات وترتيب حملات دورية للتطبيق.

 تجدر الإشارة إلى أن مشكلة انتقال العدوى في المستشفيات أمر متعارف عليه في الأوساط الطبية وتتواجد في جميع انحاء العالم بما فيها الدول المتقدمة وفي أفضل مؤسسات الرعاية الصحية، خصوصا في الوحدات الحرجة مثل وحدات العناية القصوى وبالأخص وحدات العناية القصوى للأطفال الخدج الذين يكونون أكثر عرضة  للإصابة بالعدوى بسبب انهم غير مكتملي النمو مما يؤثر سلبا على جهاز المناعة لديهم.

 ومشكلة انتقال العدوى في المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة مثلها مثل أي منشأة صحية أخرى في العالم التي قد تتعرض لمثل هذه العدوى، وتجرى التدابير اللازمة لها بوضع الخطط والإجراءات التنفيذية المستقبلية للخطط الاحترازية والوقاية، والتركيز على التدريب وبناء قدرات الكوادر الصحية متخصصة في مجال مكافحة العدوى، ووضع مبادرة الى أن يكون هناك برنامج تدريبي متخصص للطاقم التمريضي في مجال مكافحة العدوى لتأهيل الكادر التمريضي للقيام بهذا الدور المهم، وهناك مبادرة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية لجعل هذا التدريب الزامي على جميع العاملين الصحيين في السنوات القادمة لضمان معايير السلامة في المنشآت الصحية.