العدد 4034
الخميس 31 أكتوبر 2019
banner
مقتل البغدادي... عملية نوعية أم دعاية انتخابية
الخميس 31 أكتوبر 2019

قتل منذ أيام قائد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أبوبكر البغدادي في غارة أميركية استهدفت مخبأه في إدلب السورية، وخرج الرئيس الأميركي ليزف للعالم خبر مقتله حيث إنه بوفاة البغدادي من المفترض أن ينتهي عصر هذا التنظيم الإرهابي خصوصا بعد سقوط آخر معاقله في العراق وسوريا مع بداية هذا العام.

ذلك ما يتصوره من استمع لترامب وهو يتحدث عن تفاصيل عملية مقتل البغدادي، لكن لنعد للخلف قليلاً فمنذ أيام قليلة فقط وبأمر من الرئيس الأميركي انسحبت قواته من شمال سوريا وهي المنطقة الحدودية بين كل من سوريا وتركيا والتي تقع فيها أكبر سجون لمعتقلي داعش حيث يقبع أكثر من 12 ألف سجين، وترفض دولهم - خصوصاً الأوروبية - استعادتهم.

انسحاب القوات الأميركية فتح الباب أمام حرب تركية كردية سورية من أهم نتائجها المتوقعة هروب مسجوني داعش في تلك المنطقة، السؤال المطروح إذا ما كان ترامب جادا بخصوص القضاء على داعش والفتك بها لم سحب قواته مع يقينه التام بأن أي توتر في تلك المنطقة فرصة كبيرة لإحياء التنظيم؟

يرى العديد من المحللين أن ترامب بحاجة إلى إنعاش شعبيته في الأوساط الأميركية والتي تؤمن بأن الإرهاب من أهم المواضيع التي يجب أن توليها واشنطن أهمية، خصوصاً بعد أحداث11 سبتمبر، لذلك فإن مقتل البغدادي يعتبر بمثابة إنجاز عظيم لترامب في الحرب ضد الإرهاب ما يرجح هنا نظرية الدعاية الانتخابية، فانسحاب ترامب من تلك المنطقة أثار استياء العديد من الأميركيين الذين رأوا أنه آثر التخلي عن الحرب ضد الإرهاب كما أن الإشاعات التي تحدثت عن صفقة محتملة مع القاعدة المتمثلة في نظام طالبان مؤخراً والتراخي في مواجهة الإرهاب الإيراني مؤشرات تدل على تخلي ترامب عن قضية الإرهاب.

بالإضافة إلى ذلك فإن ترامب مازال يعاني من تبعات فضيحة مكالمته مع الرئيس الأوكراني التي يواجه إثرها اتهامات بالتخابر مع دولة أجنبية، كل تلك العوامل كانت بمثابة نقاط سلبية ستؤثر حتماً على حظوظه في الانتخابات الرئاسية التي سيخوضها العام القادم لذلك كان لابد لترامب من القيام بعمل بطولي كي يرفع شعبيته عند الشعب الأميركي وبالتأكيد لن يجد أفضل من تصفية قائد التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم فرصة لذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .