+A
A-

السودان يستعد لمظاهرات ثورة أكتوبر.. والإسلاميون يحشدون

تستعد شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، لاستقبالات الآلاف الذين سيخرجون في مواكب معلنة للاحتفال بمرور 55 سنة على ثورة 21 أكتوبر 1964 التي أطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود، وهي المواكب والاحتفالات التي دعت لها (لجان المقاومة بالأحياء) وتجمع المهنيين السودانيين الذي قاد ثورة ديسمبر في السودان.

لكن من المتوقع أن يسود المواكب بعض الإرباك بسبب الدعوة المماثلة التي أعلنها إسلاميون كانوا حلفاء لنظام عمر البشير الذي أطيح به في أبريل/ نيسان الماضي.

وقال عضو لجان المقاومة مصطفى يوسف لـ"العربية.نت" إن المواكب ستكون موجودة في جميع مدن العاصمة السودانية (الخرطوم، أم درمان، الخرطوم بحري)، وستنطلق في تمام الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، وتطالب بحل حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه عمر البشير.

إلى جانب المطالبة بتقديم رموز النظام السابق للمحاكمات، وفتح التحقيقات بشأن المجزرة الدامية التي وقعت في ساحة الاعتصام في الثالث من يونيو/حزيران الماضي، وتكوين اللجان التي نصت عليها الوثيقة الدستورية الخاصة بالفترة الانتقالية.

نية التيارات الإسلامية

وفي مقابل مواكب لجان الأحياء، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تشير إلى نية التيارات الإسلامية تسيير مواكب مماثلة في اليوم نفسه إلى القيادة العامة للجيش، ضمن خطة التيارات الإسلامية لتنفيذ اعتصام هناك وصولا إلى الانقلاب على الحكومة الانتقالية واستبدالها بأخرى موالية، مع استغلال المواكب لإحداث عنف يربك الحكومة.

وكانت جامعة الزعيم الأزهري بالخرطوم بحري شهدت ظهر أمس الأحد أعمال عنف كان طرفها طلاب ينتمون إلى حزب المؤتمر الوطني التابع للبشير، مما يشير احتمال تجددها في المواكب.

لكن القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد عصمت قال "للعربية.نت"، إنه لا يتوقع أن يجد حزب المؤتمر الوطني أنصار وحلفاء ليسير بهم مواكب.

ومع ذلك قال عصمت إنه لا يستبعد استخدام "بعض جيوب حزب المؤتمر الوطني" للعنف، لكنهم لن يجدوا من يرد عليهم.

عمل مناهض للثورة

وفي غضون ذلك قال المتحدث باسم الحرية والتغيير، وجدي صالح، في مؤتمر صحفي إن "وجود أي مواكب أمام القيادة العامة للجيش يعد عملا مناهضا لأهداف الثورة، إذ لا يوجد مبرر للذهاب إلى هناك".

فيما أكد مسؤول اللجنة الأمنية المعنية بالعمل الميداني الطيب عثمان، تسلم الشرطة الأخطار بمسارات المواكب في جميع المدن لتأمينها.

وقد حصلت مواكب لجان الأحياء على تأييد غالبية الأحزاب السياسية، باعتبارها احتفال بالذكرى 55 بثورة أكتوبر 1964 التي اندلعت في يوم21 المماثل لليوم.

وقال بيان للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني إنه يدعم الخطوة لأنها "تأتي كدفعة قوية باتجاه الدفاع عن مكتسبات وسيرها لاستكمال أهداف انتفاضة ديسمبر".

لكن حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي قرر عدم المشاركة في المواكب، ودعا إلى "تفويت الفرصة على دعاة الفتنة والفوضى".

مواكب سلمية

وقال مصطفى يوسف إن المواكب السلمية المقترحة من شأنها أن تعطي حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الشرعية الثورية التي تمكنها من اتخاذ القرارات الخاصة بمطالب الشعب السوداني الذي ثار على نظام عمر البشير والإخوان المسلمين.

وتوقع المحلل السياسي أحمد محمد إبراهيم، المحرر بمجلة الحداثة السودانية أن تحظى مواكب 21 أكتوبر بمشاركة واسعة النطاق، وقال لـ"العربية.نت" إن أسلوب المظاهرات والمواكب خلال الشهور الماضية أدخل لاعبين جددا إلى حقل السياسة من خلال جغرافية سياسية جديدة وفعالة هي (الحي السكني)، وأكد أن في مقدورهم مقاومة الإسلاميين إلى أقصى مدى.

وأشار إبراهيم إلى استمرار هذا النوع من الممارسة إلى حين قيام المؤسسات التي تعين الأفراد على الحصول على مطالبهم من الدولة دون اللجوء إلى المواكب والتظاهرات المطلبية في الشوارع.