+A
A-

معرض الدفاع (بايدك) يعكس مكانة البحرين الدولية والتحالفات الاستراتيجية للمملكة

لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع (بايدك 2019) في نسخته الثانية أولوية قصوى لدعم وتطوير قوة دفاع البحرين وتزويدها بأحدث أنظمة التسليح، حيث تأتي استضافة المملكة للنسخة الثانية من "المعرض والمؤتمر" لتؤكد حقيقة استراتيجية مهمة، وهي أولوية تطوير وتحديث القدرات الدفاعية لقوة دفاع البحرين، باعتبارها خط الدفاع الأول عن منجزات هذا الوطن ومكتسبات شعبه الكريم، والتي تحظى برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه الذي لا يتوانى عن توفير الدعم اللازم لقوة دفاع البحرين لتواكب أحدث ما توصلت إليه أنظمة التسليح في جيوش العالم المتقدم.

وتكتسب دورة هذا العام من المعرض الذي أقيمت النسخة الأولى منه في أكتوبر 2017 أهمية خاصة لأكثر من سبب، فمن جهة فإن التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة والعالم والتي تستوجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة أية تداعيات محتملة من جرائها، وهو ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بضرورة "تشديد الإجراءات الوقائية حول المنشآت والمرافق الحيوية في ضوء التطورات الإقليمية المتسارعة".

ومن جهة أخرى، فإن المعرض وبالنظر لحجم المشاركين فيه وتعدد وتنوع المعروضات خلاله يوفر جانباً كبيراً من احتياجات جنودنا البواسل ومتطلباتهم القتالية، الأمر الذي يتزامن مع الجهود المبذولة لضمان استعدادات قوة الدفاع ولرفع مستوى جاهزيتها، وذلك لحماية سيادة واستقرار المملكة واستمرار عجلة التنمية فيها.

وتنبع أهمية هذا الأمر في ضوء تطورين، أحدهما يتعلق بنتائج الزيارة الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى الولايات المتحدة في أواخر سبتمبر 2019، سيما على صعيد دعم قوة الدفاع باحتياجاتها، والآخر يرتبط بجهود تطوير أفرع القوات المسلحة بأحدث الأنظمة الدفاعية والتسليحية، مع إعلان تطوير 3 سفن حربية بحرينية من جانب إحدى أكبر الشركات المشاركة في المعرض.

ويحظى المعرض بنصيب كبير من الاهتمام، حيث يتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه برعايته، كما أن فعاليات تنظيمه والبرامج التي ينتظر أن يشهدها ومن ضمنها مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط تحظى بدعم وإشراف من سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة المنظمة العليا لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع، هذا فضلا عن حجم الاستعدادات التي سبقته، والحملات الترويجية التي صاحبته بهدف إنجاحه وإرساء دوره ضمن منظومة المعارض الدولية الدفاعية.

وتتطلع البحرين من وراء استضافة المعرض بفعالياته المختلفة تحقيق العديد من الأهداف، فإضافة إلى تأكيد الحيوية الدبلوماسية للمملكة، وذلك في ضوء حجم المشاركة الكبيرة المتوقعة في المعرض والمؤتمر المصاحب له، فإنه يعكس المكانة الدولية للبلاد، والعلاقات والتحالفات الاستراتيجية التي تتمتع بها في إطار حرصها على التعاون والتنسيق المستمر مع الدول الشقيقة والصديقة لتطوير استراتيجيات العمل المشترك للتعامل مع مختلف التحديات والتهديدات الأمنية.

إن مملكة البحرين بتنظيمها لواحد من أهم المعارض المتخصصة، والذي أثبت حضوره بعد دورة واحدة فقط ضمن أكبر المعارض الدفاعية الدولية، تجدد التزامها الكامل بتعزيز أسس الأمن والاستقرار والسلام والتفاهم في الإقليم والعالم، الأمر الذي يعتبر بمثابة رسالة سلام من المملكة إلى المجتمع الدولي، وذلك بالنظر لكون المعرض يعد رافداً حيوياً لدعم الجهود المبذولة لتنمية قطاع الصناعات الدفاعية سواء في البحرين أو في دول العالم المختلفة.

ونظرا لأن المعرض يضم جميع الوسائل الدفاعية والأسلحة المتطورة والتقنيات العسكرية، البرية والجوية والبحرية، فإنه يقدم فرصة كبيرة للمشاركين لاستعراض أحدث المعدات والتجهيزات والقدرات العسكرية، والذين يعولون عليه باعتباره ليس فقط منصة مثالية في مجال التقنيات العسكرية المواكبة للعصر، وإنما أيضا ملتقى مع أبرز صناع القرار في الحكومات والجيوش والصناعات الدفاعية من الدول الشقيقة والصديقة والحليفة، الأمر الذي يتيح مجالاً واسعاً لمناقشة أبرز التحديات التي تواجهها هذه الصناعة لتحديد الحلول الممكنة، ومناقشة مجالات التعاون.

لذلك، يُنظر للمعرض كأداة فعالة لنقل وتوطين تكنولوجيا الصناعات الدفاعية داخل المملكة، ودورها الفاعل في جعل الجيوش الوطنية تواكب أحدث التكنولوجيات الدفاعية المتبعة في الدول المتقدمة، وبخاصة أن المعرض يصاحبه "مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط"، ما يؤكد الوعي بأهمية دور التقنيات الدفاعية الحديثة في دعم العمليات العسكرية ومستقبلها في هذا الشأن الحيوي.

يشار إلى أن مؤتمر التكنولوجيا العسكرية المصاحب للمعرض سيناقش عدداً من المسائل المهمة بما في ذلك الوضع الحالي للتكنولوجيا العسكرية ومستقبلها، واستراتيجيات الدفاع السيبراني، وتأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف الجيوش النظامية، واستخدام تلك التكنولوجيا لتطوير نماذج محاكاة للحرب، وتأثيرها على النزاعات الإقليمية، ومستقبل الصناعات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وغيرها.

ويتوقع أن يشهد لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2019 نجاحاً كبيراً في نسخته الثانية، وذلك استناداً إلى الاستعدادات الجيدة الجارية لاستضافة فعالياته المختلفة، والقدرات التي تتمتع بها البحرين كوجهة مثالية للمعارض والفعاليات العالمية، هذا فضلاً عن الدعم الكبير الذي تقدمه جميع الجهات المعنية والمسؤولين من أجل إنجاح هذا الحدث العالمي الكبير الذي سيعزز بالتأكيد من الحضور وبما يفوق نسخته الأولى، حيث ينتظر أن تشارك أكثر من 200 شركة عارضة، فضلاً عن أكثر من 10 آلاف زائر، وذلك قياساَ بـ 180 شركة وعدد زوار بلغ 9120 زائرا في معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017.