العدد 4022
السبت 19 أكتوبر 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبيون الجدد... الإعلام الشعوبي الإيراني
السبت 19 أكتوبر 2019

من أجل تحقيق مؤامرة القرن المسماة بالربيع العربي بقيادة أحفاد ومشردي ولقطاء الدولة الصفوية والقوقازيين الوثنيين الطورانيين، وشعوبيي السياسة القطرية الساعين بشتى الوسائل لتشريد قبائل وعائلات السعودية والإمارات والبحرين وأبناء مصر وكل دولة عربية تقف ضد مشروع احتلال الأمة العربية المسلمة من قبل هذا التحالف الثلاثي الصفوي، وكان لابد لهذا التحالف الثلاثي من وجود إعلام شعوبي يحقق تلك المؤامرة، كل حسب توجهه وأسلوبه، لكن في النهاية كلهم يشتركون بهدف واحد هو استهداف السعودية ومصر والإمارات وأية دولة عربية أخرى تقف ضد هذا التحالف النتن القذر.

ولنبدأ بالإعلام الشعوبي الإيراني من خلال “شقيقات قناة الجزيرة والتلفزيون العربي تلفزيون عزمي بشارة” أي قنوات العالم والمنار والميادين، وقد جرت العادة بالنسبة للدول الديكتاتورية أو نظام الحزب والثورة الواحدة، أن يتم استخدام الأساليب التقليدية في الدعاية للحزب والثورة، والمتمثلة في التمجيد والتطبيل المباشر والواضح لرموز الحزب والثورة، وتسليط الضوء على لقاءاتهم وتصريحاتهم وتضخيمها، ومن خلال ملاحظتنا وتحليلنا لقنوات العالم والميادين وحزب الله كإعلام سياسي إيراني، أنها لا تلجأ إلى التطبيل المباشر لرموز ومبادئ وسياسة الثورة، بل تعمل على تسويق سياسات وتصريحات وأجندة طهران بشكل غير مباشر. مثلاً وخلال التغطية التلفزيونية للقناة لأحداث غزة، فإنها تقوم بتسليط الضوء على صور ومشاهد الدمار الذي يتعرض له أبناء غزة، ومن الطبيعي أن يقوم مشاهدو القناة من العرب بالتعاطف مع غزة، وفي هذه اللحظة تقوم القناة بعرض مشاهد لتصريحات “الببغاوات” الإيرانيين، وهم يتوعدون إسرائيل ويمارسون تهديداتهم الصبيانية، مشددين على أن إيران تعتبر قضية غزة قضيتها الأولى... إلى غير ذلك. ومن خلال هذا التسويق، فإن المشاهد العربي، وهو يرى الدمار في غزة وقلبه مملوء بالتعاطف مع أهلها والكره لإسرائيل، فإن صور وتصريحات المسؤولين الإيرانيين، ستعزز لديه فكرة أن سياسة ومبادئ إيران، لا هم لها إلا قضية غزة وفلسطين.

وبهذا فإن القناة تمارس الدعاية غير المباشرة لإيران وأجندتها، كجهاز إعلامي سياسي إيراني، إلا أن هذا الأسلوب انكشف للمشاهد العربي وهو يرى احتلال وتدمير إيران أربع عواصم عربية بدل تدميرها إسرائيل. وبالرغم من الدعم اللامحدود من قناة الجزيرة والتلفزيون القطري بقيادة عزمي بشارة لتلميع صورة إيران وقوتها وعظمتها البلهاء، إلا أن العالم العربي بشيعته وسنته، خلاف الخونة طبعا، اتضحت له صورة هذا التحالف الشعوبي الثلاثي وإعلامه القذر في التسويق لمؤامرات تدمير الأمة العربية المسلمة. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .