+A
A-

نيويورك تايمز: قصف تركي بجوار سجون داعش.. والتنظيم يطل برأسه

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الغزو التركي تسبب باضطراب كبير في جهود السيطرة على تنظيم "داعش" الإرهابي، ووصفت العملية بـ"الغزو"، وأشارت في تقرير لها إلى أن القصف التركي يتركز بالقرب من مراكز اعتقال أعضاء تنظيم "داعش"، ما أدى إلى فرار 5 مقاتلين حتى الآن. وحذرت الصحيفة من أن التنظيم بدأ يطل برأسه من جديد بسبب تراجع الإجراءات الأمنية على هذه المراكز نتيجة الغزو التركي.

وتفصيلا تقول الصحيفة، أثار الغزو التركي للأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا مخاوف جديدة من عودة تنظيم "داعش". ويوم الجمعة فر 5 مسلحين من سجن يديره الأكراد، وأعلنت الجماعة المتطرفة مسؤوليتها عن قنبلة انفجرت في القامشلي.

وواصلت القوات التركية في الليلة الثالثة غاراتها الجوية وتوغلاتها البرية، وقال المقاتلون الأكراد إنهم أحبطوا محاولة ثانية لاقتحام معسكر اعتقال لعائلات أعضاء تنظيم "داعش".

وتضيف الصحيفة، لقد ضاعفت هذه التحركات من الشعور المتصاعد بالاضطرابات في شمال شرق سوريا، حيث أفادت التقارير عن فرار عشرات الآلاف من السكان جنوباً. وقالت الحكومة التركية إن قواتها تقدمت 5 أميال داخل سوريا.

ومنذ يوم الأربعاء، قصفت القوات التركية الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد بالطائرات وأرسلت قوات برية، في محاولة للاستيلاء على الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب الأخيرة ضد "داعش".

وبدأت الحملة العسكرية بعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب فجأة القوات الأميركية بالانسحاب من المنطقة، مما أشار بموافقة ضمنية على الهجوم الذي طال انتظاره لتركيا على القوات التي يقودها الأكراد.

وتعرض قرار ترمب لانتقادات واسعة، بما في ذلك من قبل حلفائه الجمهوريين في الولايات المتحدة، والذين وصفوا القرار بـ"الخيانة للحلفاء والتي من الممكن أن تتسبب في عودة ظهور داعش".

ومنذ الانسحاب الأميركي، أعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم المتزايد من الاتجاه الذي سلكه التوغل التركي، مع تحذير المسؤولين يوم الجمعة من أن الولايات المتحدة سترد بقوة إذا سُمح لمقاتلي "داعش" بالهروب من السجون في المنطقة، وفقاً للصحيفة.

وبعد ظهر يوم الجمعة، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة الحملة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية صاغت الحملة كعملية لمكافحة الإرهاب لأن القوات التي يقودها الأكراد لها علاقات وثيقة مع حركة كردية محظورة في تركيا والتي خاضت صراعاً دام عشرات السنين ضد الدولة التركية.

وأضاف التقرير أن العملية تسببت باضطرابات كبيرة في الجهود المبذولة لإبقاء تنظيم "داعش" تحت السيطرة. وعلى الرغم من أن القوات الأميركية والكردية قد هزمت مقاتلي "داعش" في شمال شرق سوريا، إلا أن الجماعة لديها خلايا نائمة في المنطقة يمكنها استغلال الاضطرابات بسبب الغزو التركي لاستعادة الأراضي التي سيطروا عليها في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية.

وتابع التقرير: لقد حولت الميليشيات الكردية جهودها لمجابهة الغزو وتخلت عن العمليات المشتركة مع القوات الأميركية لأنها تعطي الأولوية للدفاع عن أراضيها. وفي يوم الجمعة، انفجرت سيارة مفخخة في شارع سكني في القامشلي، العاصمة الفعلية للمنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، وهو عمل نادر من إرهاب "داعش" في مدينة كانت خالية تماماً من المتاعب قبل بدء الهجوم التركي.

كما أدى القصف التركي إلى تهديد أمن العديد من السجون التي يديرها الأكراد لمقاتلي "داعش"، حيث يوجد 3 على الأقل بالقرب من الضربات الجوية التركية المستمرة. ويُخشى على نطاق واسع أن مقاتلي "داعش" يستغلون الفوضى للهروب من الأسر، كما فعل خمسة منهم يوم الجمعة.

وقالت السلطات الكردية إن القذائف وصلت إلى معسكرين للنزوح يسيطر عليهما الأكراد، ما دفع المسؤولين إلى نقل بعض سكانها البالغ عددهم 20,000 نسمة إلى الجنوب.

كما يوجد في أحد المعسكرات في مدينة عيسى مئات من أقارب مقاتلي "داعش"، مما يزيد المخاوف من تأثير الغزو التركي على القتال ضد الجماعة المسلحة.

كما نشرت القوات الكردية شريط فيديو لمعسكر ثالث، قالوا إنه أظهر محاولة للهرب من قبل أفراد "داعش". ويبدو أن مقطع فيديو آخر، اطلعت عليه صحيفة "نيويورك تايمز"، يظهر سجناء يحاولون الفرار من سجن يسيطر عليه الأكراد بعد أن ضربته غارة جوية.

في الوقت الذي ضربت فيه الغارات الجوية التركية أهدافا على امتداد الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد والتي يبلغ طولها 480 كيلومتراً، ركزت المعركة البرية على بلدتين حدوديتين سوريتين صغيرتين، لكنهما ذواتا موقع استراتيجي هما تل أبيض ورأس العين.

واستولت القوات التركية وحلفاؤها من الفصائل السورية الموالية على مجموعة من القرى حول المدينتين، والتي تقع في وسط المنطقة الكردية، وهو الأمر الذي أدى إلى فرار 100 ألف شخص إلى الجنوب، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، كما تم إخلاء مستشفى كبير في تل أبيض تديره منظمة أطباء بلا حدود. كما تم إخلاء مستشفى ثان في رأس العين، وفقا لتقرير منفصل صادر عن مركز معلومات "روجافا" الذي يديره نشطاء في المنطقة.

وقُتل ما لا يقل عن 54 مقاتلاً كرديا منذ يوم الأربعاء، إلى جانب 42 من القوة المدعومة من تركيا، بحسب حصيلة جمعها المرصد السوري لحقوق الإنسان.