+A
A-

بعد عملية تركيا في سوريا.. الناتو يدعو لـ"ضبط النفس"

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأربعاء إن تركيا أوضحت أن عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ستكون محدودة مضيفاً أن من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.

واعتبر ستولتنبرغ للصحافيين أن تركيا لديها "مخاوف أمنية مشروعة" وأنها أبلغت الحلف بشأن الهجوم ضد المقاتلين الأكراد في سوريا في وقت سابق اليوم.

وأضاف قائلاً عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي "حصلت على تطمينات بأن أي تحرك قد يُتخذ في شمال سوريا سيكون متناسبا وموزونا".

وأوضح أنه "من المهم تجنب التحركات التي تزيد من زعزعة الاستقرار والتوتر وتسبب المزيد من المعاناة للمدنيين".

ضبط النفس

ودعا الأمين العام للحلف تركيا الأربعاء إلى ممارسة "ضبط النفس" في عمليتها ضد القوات الكردية في سوريا، محذراً من أن تكون المعركة ضد تنظيم داعش عرضة للخطر.

وقال "أطلب من تركيا ممارسة ضبط النفس وضمان عدم تعريض المكاسب التي حققناها في القتال ضد تنظيم داعش للخطر. وسأناقش هذه المسألة مع الرئيس (التركي رجب طيب(أردوغان) الجمعة".

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية إنه "حريصون على عدم إلحاق الأذى بالحلفاء في منطقة العمليات السورية".

في السياق، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء مقتل مدنيين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح جراء القصف الجوي التركي قرب الحدود في شمال البلاد.

وأوضحت هذه القوات، وهي عبارة عن فصائل كردية وعربية مدعومة أميركياً، في تغريدة على تويتر أن "مدنيين خسرا حياتهما وأصيب اثنان بجروح في القصف الجوي التركي على قرية مشرافا غرب مدينة رأس العين" الحدودية.

وشنت طائرات حربية تركية بعد ظهر الأربعاء غارات على منطقة رأس العين الحدودية في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد وقت قصير من إعلان أنقرة بدء عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد.

وأفاد مراسل فرانس برس في منطقة رأس العين عن قصف مدفعي متواصل يستهدف مدينة رأس العين ما دفع بعشرات السكان إلى النزوح، في وقت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بدء تركيا شن غارات "ضد مناطق مدنية" متسببة بحالة "هلع" بين الناس.

وحذرت منظمة العفو الدولية الأربعاء أطراف النزاع من استهداف المدنيين وأهداف مدنية. وقالت مديرة بحوث الشرق الأوسط لين معلوف إن "تركيا ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي أن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

ومع تصاعد التهديدات التركية خلال الأيام الماضية بشن هجوم ضد المنطقة الحدودية، انسحبت قوة أميركية، داعمة لقوات سوريا الديمقراطية، من منطقتي رأس العين وتل أبيض.

وأثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب قواته من الحدود الشمالية انتقادات واسعة من سياسيين أميركيين وحتى كبار الجمهوريين، إذ اعتُبر بمثابة تخلٍ عن القوات الكردية التي شكلت حليفاً رئيسياً لواشنطن في معركتها ضد تنظيم داعش.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء "النفير العام" في مناطق سيطرتها في شمال سوريا، داعية في الوقت ذاته روسيا إلى التدخل لتسهيل "الحوار" مع دمشق.