الآن يقولها العراقيون، الآن يهتف العراقيون في مظاهراتهم “إيران بره بره... العراق حرة حرة”، الآن أدرك الشعب العراقي الذي طالت معاناته وقتل منه من قتل وسجن منه من سجن وغادره من غادر بعد أن أصبح بين خيارين لا ثالث لهما، إما الموت أو الهروب خارج العراق وقضاء باقي العمر في المنفى، الآن أدرك الشعب العراقي أن إيران هي المسؤولة عن معاناته وخرج يطالب بلقمته وحريته التي سرقت منه تحت شعارات كاذبة.
من يصدق أن عدد الذين قتلوا في العراق بعد الاحتلال الأميركي الإيراني له يفوق بكثير كل الذين قتلوا في الحروب التي خاضها العراق في تاريخه؟ من يصدق أن الشعب العراقي صاحب أكبر رصيد من المحروقات يعيش أياما كاملة بلا كهرباء حتى هذه اللحظة؟ من يصدق أن العراقي يضطر إلى تسديد فاتورة كهرباء من مولدات الشارع مئة دولار في الشهر؟ من يصدق أن العراقي أصبح يعاني للحصول على طعام أولاده كما يعاني غيره في البلدان التي خربتها ثورات الخراب العربي؟
الشعب العراقي يعاني ورجال السياسة يمتلكون أرصدة بالتريليونات في بنوك إيران، ورئيس الحكومة يعد المتظاهرين بالنظر في أحوالهم ويطلب فرصة لتطبيق سياساته التي أشعلت الشارع العراقي.الشعب العراقي بات يعرف مأساته جيدا، لكن هل بإمكانه أن يفعل شيئا في مواجهة التغلغل الإيراني في كل مفاصل العراق؟
الكل يعرف أن الوجود الإيراني سبب خراب العراق وأن كل الخيوط بيد إيران التي تسيطر على كل أجهزة الدولة العراقية وتحول بين العراق وبين العودة إلى أية دولة عربية، لكن الأمل ضعيف في مواجهة هذا التغلغل الذي يدير العراق طبقا لتوجيهات ملالي إيران.
لكم الله أيها العراقيون يا من دفعتم ثمنا باهظا من أجل الحرية ولم تجدوها، وضاعت لقمتكم بعد أن كنتم أغنى الشعوب!
من يتذكر ذبح الإعلامية أطوار بهجت وسط الشارع أمام الناس بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الهمجية وسفك الدماء.