العدد 4008
السبت 05 أكتوبر 2019
banner
قصة “عزل” الرئيس ترامب (2)
السبت 05 أكتوبر 2019

بالإضافة إلى الديمقراطيين في مجلس النواب، هناك أطراف عدة من خصوم ترامب في هذه الجولة، منهم صحيفة “واشنطن بوست” ووسائل إعلام أميركية أخرى يتهمها الرئيس ترامب بأنها “غير نزيهة”، والآلية الدستورية للتعامل مع أي رئيس أميركي يتهم بارتكاب أفعال غير قانونية أو غير أخلاقية تكمن في إجراءات عزل يتبناها غالبية نواب مجلس النواب، ولو تمت إدانته من جانب مجلس النواب لوجود “جريمة” تؤدي إلى عزل الرئيس، باتفاق أغلبية أعضاء مجلس النواب، بما يمهد لإقالته بأغلبية ثلثي أصوات أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي.

بعض التحليلات ترى في هذه الخطوة مغامرة من جانب الديمقراطيين أيضاً ويستندون إلى أن رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي اعتبرت من قبل أن هذه الخطوة ستكون بلا معنى في ظل وجود غالبية جمهورية تسيطر على مجلس الشيوخ، بل يمكن أن تلحق الضرر بالفرص الانتخابية للديمقراطيين في دوائر الكونغرس المعتدلة.

حسابات الربح والخسارة بالنسبة للديمقراطيين مهمة للغاية، ويبدو أنهم آثروا المضي قدماً لإضعاف الرئيس ترامب الذي تبدو فرص فوزه في السباق الانتخابي المقبل عالية، لذا فإن خطوة الديمقراطيين تستهدف بالأساس الحد من هذه الفرص على طريقة المثل الشعبي القائل “العيار اللي ما يصيب يدوش”، فالبدء بالتحقيقات في مجلس النواب ومن ثم إمكانية إدانة الرئيس ترامب في المجلس ستتم عرقلتها في مجلس الشيوخ لعدم موافقة ثلثي الأعضاء المئة على عزل الرئيس، الذي سيبقى في هذه الحالة ولكنه سيخوض الانتخابات جريحاً سياسياً يمكن الطعن في نزاهته والنيل منه بصورة أكبر من ذي قبل.

في المقابل فإن الرئيس ترامب أفلت منذ بداية رئاسته من اتهامات بانتهاك قانون الانتخابات والحصول على دعم روسي للفوز في الانتخابات الرئاسية التي جاءت به للسلطة، ثم اتهامات بدفع أموال لممثلة إباحية مقابل الصمت وعدم نشر ما حدث بينهما، ويمكن أن يخرج من هذه الأزمة السياسية أقوى من ذي قبل لاسيما إذا أثبتت التسجيلات عدم وجود ما يدينه فعلياً، ووقتها سيكون فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة مسألة شبه مضمونة.

اللافت في القصة كلها أن بعض إعلامنا العربي يتداولها باعتبارها أمراً مقضياً بالنسبة للرئيس الأميركي، ويوهم الجمهور بأن عزله مسألة مفروغ منها، في حين أن الأمر بالأساس يتمحور أساساً حول صراع سياسي باستخدام أدوات ديمقراطية نهايته واضحة إحصائياً باستبعاد سيناريو العزل، مع بقاء حسابات الربح والخسارة السياسية رهن نتائج التحقيقات وتوظيف الطرفين لها. “إيلاف”.

“يبدو أن الديمقراطيين آثروا المضي قدماً لإضعاف الرئيس ترامب الذي تبدو فرص فوزه في السباق الانتخابي المقبل عالية”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .