+A
A-

"العمل المناخي العربية" تنتقد مخرجاتها وتدعو قادة الدول التحرك الفوري للحد من اثار ظاهرة الاحتباس الحراري

انتقدت شبكة العمل المناخي في العالم العربي نتائج قمة الامم المتحدة للمناخ، والتي انعقدت الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك، لكون الخطابات الرسمية لقادة الدول، لم تتضمن اية التزامات او إجراءات فعلية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري واثارها على الدول.

"فلا يمكن وصف ما حدث في نيويورك إلا بمن حاول وضع مساحيق التجميل على وجهه القبيح، فمن جهة كانت الطموحات كبيرة لوعود جاءت مخيبة لآمال الاطفال قبل الكبار في السن"، وفق رئيسة مجلس إدارة الشبكة هلا مراد.

ولفتت، في تصريحات صحافية اليوم، الى أن "الخطر الذي يهدد الكرة الأرضية، نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري لم يعد يستوعب عبارات يستخدمها القادة في خطاباتهم مثل سنحاول، أو علينا فعل كذا، فالواقع بات مقلقا، ولا بد أن تتظافر الجهود الدولية لاتخاذ إجراءات فورية".

وفي رأيها "ما زال العالم وقادته يعتقدون انهم في مرحلة تشخيص الأسباب والوقوف على التداعيات والاعراض للتغير المناخي، والحقيقة ان هذه المرحلة اخذت شوطا كبيرا ومملا من العمل".

"وما كنا نأمل أن يتم تداوله في أروقة نيويورك ليس اشباه الحلول بل حلولا فعلية، يرافقها التزام وضمانات كاملة من قبل الدول"، بحسبها.

وأكدت على أن "المجتمعات عليها الان التحرك، ولا سيما بعد تعرضها لتهديدات مباشرة على أمنها وحياتها، والتي لم يعد بمقدورها أن تتجاهلها، بل بات عليها الضغط الحقيقي على القادة والحكومات للحد من اثار تغير المناخ".

ولا يقتصر الامر على المجتمعات، من وجهة نظرها، بل أن" المسؤولية أيضا تقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني، من مواصلة الجهود والعمل المستمر لرفع الوعي وكسب التأييد، والحشد المستمر لكافة فئات المجتمع".

ولعل هذه القمة، بحسب رأي عضو شبكة العمل المناخي ورئيس جمعية الجيل الأخضر في الأردن الدكتور ضياء الروسان "لم تختلف عن سواها من المؤتمرات التي تلت اتفاقية باريس، التي لم تحمل أكثر من تفاؤل سطحي مزيف مناسب، لكي تتداوله وكالات أخبار لكل دولة على حدا".

والهدف من ذلك " اظهار الدول وكأنها الضحية الأكثر تأثرا بالتغير المناخي، وبأنها في ذات الوقت أكثر الداعمين لمواجهة هذا التغير"، بحد قوله.

"وربما يكون الموقف الاكثر بشاعة وصدقا في ذات الوقت"، برأي الروسان "هو موقف الولايات المتحدة المؤكد على عدم رغبتها بتبني مواجهة ظاهرة التغير المناخي".

وأضاف: "بالرغم من إبداء أكثر من 65 دولة وعودا لإلغاء الانبعاثات كليا بحلول 2050، وتلك الموازية بشأن زيادة دعم صندوق المناخ الأخضر، الميزانيات لمواجهة ومعالجة التغير المناخي إلا أن جميعها تم طرح مثيلاتها سابقا".

ولفت الى أن "أغلب الطروحات تخلو إما من وجود جدول زمني لتطبيق الخطط، أو تناقض بين الوعود المعلنة، والحال على أرض الواقع، أو مع عدم التزام والاتفاقيات السابقة، كما هو الحال مع دول الصين والهند والولايات المتحدة والتي تعد أكبر الدول المؤثرة بظاهرة التغير المناخي".

على الجانب الآخر أعتبر الروسان أن "الجدية في مواجهة التغير المناخي على مستوى الحكومات والدول يكمن بإلزامها بكل ما يتم طرحه في القمة بجدول زمني محدد، مع فرض عقوبات في حالة عدم التقيد بذلك".