العدد 4001
السبت 28 سبتمبر 2019
banner
دقت الساعة: مدفن النفايات (2)
السبت 28 سبتمبر 2019

مملكة البحرين جزيرة صغيرة المساحة، ويقع المدفن الهرم وسطها، وكان من المفترض أن نكون من أوائل الدول التي تعمل على تطوير إدارة المخلفات، نظراً لمحدودية المساحة، والسؤال المطروح للوزارة! كم مرة قام مسؤول بزيارة المدفن الحالي والوقوف على وضعيته الحالية ورفع التقارير والصور الجوية للموقع وبيان أفضل الحلول العملية والخطط التنفيذية المدعمة بالتواريخ الزمنية المحددة للوصول للغاية المنشودة؟

أما إسناد العمل للشركات الاستشارية لجني المال وتقديم تقارير وتوصيات لا تغني ولا تسمن من جوع ولذر الرماد في العيون وتخدير الكارثة بخصخصة المدفن الميت سريرياً لكسب مزيد من الوقت فلا يحل الموضوع، وعلى أرض الواقع لا حياة لمن تنادي، مع العلم أن العمر الافتراضي للمدفن من حيث السعة أوشك على الانتهاء والخوف من كارثة بيئية خلال السنوات الثلاث القادمة، إذا لم يتم البدء فوراً بمعالجة جذرية متكاملة لهذه القنبلة الموقوتة بيئيا.

المثل يقول أهل مكة أدرى بشعابها فهناك المتخصصون والخبراء البحرينيون في البلديات والمجلس الأعلى للبيئة في مجال إدارة المخلفات لو استطعنا الاستفاده والاستعانة بهم لكان خيراً لنا، ولا مانع من الاستعانة بالشركات الاستشارية العالمية في تقديم خبراتها في مجال إدارة المخلفات جنباً إلى جنب مع المختصين في الجهات المعنية، أما أن يقتصر أمر حل هذه الكارثة على دائرة صغيرة من استشاريين من ذوي العيون الزرقاء فقط فهي مصيبة!

من هذا المنطلق أتوجه للقيادة الحكيمة بعظيم الامتنان ممثلة في جلالة الملك، حيث وجه جلالته الوزارة المعنية بالبدء والإسراع في تنفيذ مشروع المدفن ومعالجة النفايات بصورة عاجلة وشاملة نظراً للبطء من جانب الوزارة، وأتقدم بمقترح بأن يتولى مهمة تطوير ومعالجة مدفن أو مكب النفايات المجلس الأعلى للبيئة وهو الجهاز الأقدر والأكفأ في ظل هذه المرحلة الحرجة، فالأمر يحتاج لجهود وطنية وخبرة في مجال إدارة المخلفات، وأناشد سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى لشؤون البيئة رجل البيئة الأول في المملكة والمخلص والوفي لشعبه لانتشال هذا الوضع المزري وإنقاذ البلاد والعباد من هذه القنبلة الموقوتة الضارة بيئيا، وما الاجتماع الذي ترأسه سموه قبل فترة مع المعنيين بالبلديات إلا دليل واضح لاهتمام القيادة العليا بالشأن البيئي. ومن خلال الجهاز التنفيذي للبيئة ممثلا برئيسه د. محمد مبارك بن دينة الخبير البيئي المفعم بالنشاط والحيوية أقترح تكوين لجنة عليا من جميع القطاعات المعنية في المملكة والاستعانة بالخبراء البحرينيين في مجال البيئة. والحديث عن خصخصة المدفن الهرم الحالي قصة أخرى نكملها إن شاء الله إن كان في العمر بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية