العدد 3990
الثلاثاء 17 سبتمبر 2019
banner
على ذمة وزير الخارجية الأميركي بومبيو
الثلاثاء 17 سبتمبر 2019

اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو علناً بعد ساعات من استهداف طائرات بدون طيار (درون) معملي تكرير النفط في بقيق وخريص إيران بأنها خلف تلك الهجمات الإرهابية حيث كتب في تغريدة له إن إيران مسؤولة عن أكثر من 100 هجوم على المملكة العربية السعودية، بينما ظريف وروحاني يتظاهران بأنهما منخرطان في الدبلوماسية وفي خضم الدعوات لعدم التصعيد طهران اليوم وفي حادثة غير مسبوقة تقوم بالهجوم على مصدر الطاقة في العالم.

استغرب الكثيرون الاتهام المباشر الصادر من بومبيو لإيران بأنها خلف الاعتداء الإرهابي، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية لم تعلن لحين كتابة المقال نتائج التحقيق الذي تم فتحه بشأن الواقعة الإرهابية كما أن القراءة لآخر مستجدات الوضع بين الولايات المتحدة الأميركية وطهران تتجه نحو حلحلة الأزمة النووية خصوصاً في ظل تواتر الأخبار عن اجتماع قادم بين ترامب وروحاني على هامش اجتماعات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري وإقالة أو استقالة جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي الذي كان من أشد الداعمين لضرب إيران عسكرياً، ما يشير إلى إمكانية الوصول إلى هدنة أميركية إيرانية في الأيام القادمة.

لذلك فإن اتهام بومبيو العلني والجريء لإيران كان محط استغراب لتوقيته أكثر منه إلى مضمونه الذي نتفق عليه على الرغم من الشك الذي يساور المجتمع الدولي عن مصدر هذه الطائرات، هل هي اليمن أم العراق، إلا أنه بغض النظر عن المصدر فإن الدولتين مخترقتان دون أدنى شك من قبل إيران وعلى ذلك فإن إيران هي المسؤولة عن الحادثتين ويبقى فقط تحديد الذراع.

الهجمات الإرهابية فجر السبت على معملي النفط في بقيق وخريص أدت إلى خفض العمليات التشغيلية إلى حوالي النصف، ما يعني تأثيراً مباشراً على كميات وأسعار النفط التي تقوم المملكة بتصديرها للولايات المتحدة الأميركية، على وجه التحديد، والعالم عموماً، ما يعني نسف جميع المساعي التي قامت بها واشنطن خلال الفترة الماضية مع المملكة العربية السعودية لإبقاء أسعار النفط ثابتة ومتوسطة وبالتالي فإن واشنطن ستكون على رأس المتضررين من هذه التفجيرات.

تغريدة بومبيو منطقية جداً فحادثتا البقيق وخريص أصابتا واشنطن في موجع، ولا يمكن أن تتغافل عنها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية