+A
A-

إيران تنفي التورط بهجوم أرامكو وإعلامها يروج لتبني الحوثي

بينما نفت إيران ضلوعها في الهجوم الذي استهدف، السبت، منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو في السعودية، تروج وسائل إعلامها خاصة تلك التابعة للحرس الثوري لتبني الحوثي للهجوم، واعتبروه تصعيدا جديدا للميليشيات التي يتم تزويدها من قبل طهران بالطائرات المسيرة منذ سنوات.

وفي حين تبنت ميليشيات الحوثي مسؤولية الهجوم على موقعين نفطيين عائدين لشركة أرامكو في السعودية، السبت، وأكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أنه "لا يوجد دليل على أن الهجوم على معملي أرامكو جاء من اليمن"، تروج وسائل الإعلام الايرانية بشكل كبير لادعاء ميليشيات الحوثي بمختلف الوسائل.

وفي هذا السياق، نشرت وكالة "مشرق" التابعة للحرس الثوري، تقريرا السبت، نقلت فيه عن ما وصفته بـ"مصدر ميداني مطلع" في اليمن، قوله أن "10 طائرات بدون طيار وصلت إلى الوجهة النهائية المحددة مسبقًا عبر الحدود الجنوبية للمملكة وقطعت مسافة 1050 كيلومترا للوصول وتم استهداف اثنين من مصافي شركة أرامكو في شرق السعودية ".

أما وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري ردت فيه على وزير الخارجية الأميركي، في تقرير ادعت فيه أن من وصفتهم بـ "الخبراء ووسائل الإعلام العالمية" تؤكد بأن الحوثيين في اليمن لديهم القدرة على تنفيذ عمليات هجومية كالتي استهدفت معملي أرامكو.

لكن شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلت مصدر مطلع على مجريات التحقيق في الهجوم أن الاعتداء الذي تبنته جماعة الحوثي اليمنية من المرجح أنه نفذ من العراق.

كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن خبراء سعوديين وأميركيين يحققون في احتمال استخدام صواريخ كروز في الهجوم أطلقت من العراق أو إيران.

وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها ميليشيات الحوثي شن هجمات على منشآت نفطية في السعودية بطائرات "درون" من دون طيار، ما يعني استمرار مسلسل تزويد إيران هذه الميليشيات بمختلف الأسلحة المتطورة بما فيها الصواريخ والزوارق المفخخة والمسيّرات.

وفي أبريل الماضي، أعلن تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، أنه دمر كهفا في صنعاء تستخدمه ميليشيات الحوثي، لتخزين الطائرات بدون طيار "درون"، لغرض تنفيذ العمليات الإرهابية.

وفي يناير الماضي، أكد التحالف بأن الحوثيين حصلوا على طائرات بدون طيار من النظام الإيراني، وعرض صوراً لـ"درون" من نوع "أبابيل تي"، ويدعوها الحوثيون "قاصف".

جاء ذلك عقب هجوم نفذه الحوثيون بطائرة إيرانية مسيّرة على عرض عسكري في قاعدة العند الجوية بلحج، إلى مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء محمد صالح طماح و6 جنود.

وكانت جماعة الحوثي قد أقرت في وقت سابق بإطلاق طائرات مسيرة من دون طيار من نوع "قاصف 1" على مطار أبها و شركة "أرامكو" للنفط والغاز في مدينة جيزان بأقصى الجنوب الغربي للمملكة، على الحدود مع اليمن.

وكان تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة في اليمن أكد أن "قاصف 1" تم تجميعها من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن، وأنها متطابقة وفقا للتقرير في التصميم والأبعاد والقدرة من "أبابيلT"، والتي تصنعها شركة صناعة الطائرات الإيرانية".

وتقول المصادر العسكرية السعودية، إن استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة أتى بعد تدمير ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية التي كانت بحوزتهم.

الولاء للولي الفقيه

هذا بينما تداول ناشطون مقربون من النظام الإيراني مبتهجين بالهجمات، صورة عن لقاء محمد عبد السلام، الناطق باسم ميليشيات الحوثي بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في طهران، في 13 أغسطس الماضي، حيث كان يرتدي خنجرا تقليديا يطلق عليه في اليمن وبلدان الخليج العربي "الجنبية" تأكيدا منه على الولاء المطلق للولي الفقيه.

وكانت صور الاجتماع قد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إيران لعدة أيام حيث تساءلوا عما إذا كان ذلك خنجرا حقيقيا أم أن عبد السلام كان يرتدي غلافا فارغا.

انضم الموقع الرسمي لخامنئي إلى النقاش أخيرا وقال إن الخنجر يمثل ثقة خامنئي المطلقة في الحوثيين.

وكتبت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني أنه "بينما لم يُسمح للطلاب اليمنيين في جامعة طهران بحمل خناجرهم أثناء زيارة إلى منزل خامنئي، فإن لقاء المتحدث باسم أنصار الله مع خامنئي مع الخنجر في حزامه كان علامة على الولاء والثقة المتبادلة".

تصدير الثورة الخمينية إلى اليمن

في 5 أغسطس، اعتبر مساعد شؤون العمليات في رئاسة الأركان الإيرانية، مهدي رباني، ميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي في العراق وانتشار ميليشيات إيران في سوريا، بأنها "من نتائج تصدير الثورة".

وفي 27 يونيو، قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، إن "الامتداد الاستراتيجي للثورة الإيرانية أصبح اليوم من اليمن إلى إفريقيا".
وأشاد رئيسي في كلمة بثت من على التلفزيون الإيراني، بنفوذ إيران في دول المنطقة، قائلا: "إذا كنا نقاتل بالأمس داخل حدودنا فإن حدودنا والامتداد الاستراتيجي لجبهة الثورة الإيرانية أصبح اليوم من اليمن حتى إفريقيا".

وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، قال في تصريحات في 30 مايو/ أيار الماضي، إن "إيران تدعم الحوثيين في اليمن بكل ما تستطيع"، مؤكداً أن "ما يمنع إرسال قوات إيرانية إلى اليمن كما في سوريا هو الحصار المفروض من قبل قوات التحالف".

وتزود إيران الحوثيين بالصواريخ والطائرات من دون طيار والقوارب المسيرة وغيرها من المعدات والقاذفات التي تعترضها باستمرار المملكة العربية السعودية.

وبينما استمرت الإدانات العربية والإسلامية والدولية للهجوم، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، العالم أجمع إلى إدانة هجوم إيران على إمدادات الطاقة العالمية.