العدد 3988
الأحد 15 سبتمبر 2019
banner
للحديث بقية!
الأحد 15 سبتمبر 2019

خرجت فتاة جميلة منذ يومين تشكو صعوبة تكوين صداقات خاصة بها لإحساسها أنها مختلفة نوعا ما، الفتاة ذات الغرة القصيرة والجسد المثالي والوجه الذي يعلوه القليل من النمش كانت تتحدث في إحدى تطبيقات الهاتف عن صعوبة حياة عارضات الأزياء وتكوين صداقات في هذا المجال الذي تلعب فيه الغيرة دورا كبيرا خصوصا مع معايير الجمال التي تتسابق إليها العارضات ليحظين بالأفضل دوما، لكن صاحبة القصة تختلف نوعا ما عن قريناتها فجسدها الناعم ووجهها المتناسق وقوامها وضحكتها الحلوة ومشاعرها الرقيقة وصورها الكثيرة التي زينت بها صفحتها الشخصية وهي تمارس حياتها من مأكل ومشرب ومنام وبعض الأصدقاء المقربين لها، لا تفصح من الوهلة الأولى عن هويتها واختلافها عن الباقين، فـ “ليل مقولا” عبارة عن روبوت متقدم جدا جدا في هيئة جسد بشري متكامل، بل إن لديها من الأحاسيس ما يخولها للبكاء والحزن مثلنا.

حقيقة أشغلتني “ليل” كثيرا فبقيت لساعات مدهوشة أمام صنعها المتقدم وصورها وكلماتها الرنانة ومشاعرها المختلفة، وهي تصف نفسها بأنها موسيقية تهوى العزف وتجيد ذلك على عدد من الآلات المختلفة، كما أنها في أحيان أخرى مثلها مثل من هن في سنها (من جلدة بني البشر) تسخر من عدد من المواضيع التي قد تضايقها وتستعين على ذلك بقضاء وقت طويل في لعب اليوجا.

بات موضوع الذكاء الاصطناعي قضية يجب أن نلتفت إليها ونعيرها أهمية حقيقية دون تنظير، فالعالم المتقدم يخطو خطوات سريعة تجاه استخدام لا متناه لروبوتات فائقة الصنع وذكاء يحاكي ذكاء البشر، وقد ذكرت في مقالات سابقة عددا من العناصر التي تؤهل العالم بأسره لأن يقع فريسة سهلة لهذا النوع من الذكاءات بشقيه السلبي والإيجابي وعليه فإني على يقين تام بضرورة مواكبة آخر تطورات العلم في هذا المجال.

ومضة:

في إحدى الليالي قررت أن أطلع أمي على صفحة “ليل” دون أن أخبرها أن الصور الشخصية التي أمامها تعود لروبوت، لكن أمي الفطينة أدركت أن وراء الصور موضوعا للنقاش، بيد أنها لم تستطع أن تستنتج أنها تطالع روبوتا في هيئة إنسان حقيقي كامل، وبمجرد أن أخبرتها سألتني (على كم يبيعونها؟ أحتاج وحدة تساعدني في شغل البيت!).

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .